أجسامنا التي وهبنا الله تعالى إياها تجري فيها الكثير من التفاعلات والأنشطة ما لا يعلمه إلا الله سبحانه، وذلك في كل حين في الليل والنهار، في المنام واليقظة، وقد كشف العلماء شيء من هذا الأنشطة ما يلي:
أنشطة النائم: وجد العلماء أن الإنسان وهو نائم يستهلك حوالي 65 سعرة حرارية من الطاقة في الساعة، وهذه الطاقة يحتاج إليها الجسم لتسيير الأنشطة الأساسية، كضخ القلب للدم، والتنفس، وعمل الكليتين، والعمليات الكيميائية في الكبد، وعمليات تزويد الجسم بالغلوكوز، ونقله من مخازنه وتحريك الدهون، وإصلاح الخلايا وبناء الأنسجة الجديدة. وهو يحتاج إلى هذه الطاقة أيضا للمحافظة على حرارة الجسم في الدرجة المطلوبة، سواء أكان الجو الخارجي باردا أو حارا ملتهبا.
فإذا استيقظ الإنسان، فإن هذه العمليات كلها تجري، إضافة إلى النشاط البدني الذي يبذله، من مشي وحركة وقيام وقعود وصلاة وغيرها، وكل هذا يحتاج إلى طاقة. كمية الطاقة التي يحتاج إليها الجسمُ لإتمام مجموعة من الأنشطة النشاط:
- النوم 65
- الاستلقاء والتمدد 77
- القعود 100
- الوقوف 105
- لبس الملابس 118
- الكتابة 140
- المشي 200
- الجماع 240
- ركوب الدراجة الهوائية 304
- السباحة 500
- الهرولة 570
- صعود الدرج 1100
أما عن الإنسان الصائم؟فيقل نشاط الجهاز الهضمي في أثناء الصيام بشكلٍ ملحوظ، حيث يقل إفراز المواد الحامضة، وتقل حركة المعدة والأمعاء، وترتاح زغيبات الامتصاص من الجهد الكبير الذي نفرضه عليها قسراً كلما أكلنا أو شربنا.
وماذا عن القلب والتنفس!
نشاط القلب مرتبط بالحالة العامة للجسم عادة؛ فإذا كان الجسم في حالة نشاط بدني كالجري أو السباحة، أو حالة نشاط نفسي كالخوف أو القلق، فإن نشاط القلب يزداد طبعا، والعكس صحيح. وكذلك فإن نشاط القلب مرتبط بشكلٍ كبير بضغط الدم وحجمه في الجسم؛ فزيادة ضغط الدم تؤثر بشكل مثبت علميا في القلب، وبالذات في البطين الأيسر منه، وكذلك يؤثر مستوى حجم الدم في القلب. ومن المعلوم أن الدم معظمه مكون من الماء، فإذا نقص الماء كما في الصيام نقص حجمُ الدم.
وبالنسبة للتنفس، فنشاطه مرتبط كالقلب بالحالة العامة للجسم، ومرتبط كذلك بمعدل التفاعلات الكيميائية الناتجة عن تحويلات الغذاء إلى الطاقة، والتي ينتج عنها ماء وثاني أكسيد الكربون، والجهاز التنفسي هو المسئول عن التخلص من غاز ثاني أكسيد الكربون.
ففي آخر ساعات الصيام قد يقل نشاط القلب والجهاز التنفسي، لكن بشكل طفيف. أما الكلى والكبد، فلا يقل نشاطهما، يبدو أن الجهد على الكلى والكبد في أثناء الصيام يبقى كما هو، وربما يزيد العبء عليهما!، وذلك كالتالي:
الكبد هي المصنع الكبير في الجسم، ولذلك فهي مطالبة بتوفير مصادر الطاقة اللازمة، سواء أكان ذلك في حال الصيام أم في حال الشبع. ويقوم الكبد بجهد كبير لتوفير مصادر الطاقة اللازمة في حالة الصيام، حيث إنه مسؤول عن استخراج السكر من مخازنه (تحويل الغليكوجين إلى سكر)، وهو مسؤول أيضا عن أكسدة الدهنيات لتوفير الطاقة، ومسؤول أيضاً عن تحويل بعض الأحماض الأمينية إلى سكر. كل هذا يقوم به الكبدُ ونحن صائمون لا ندري ما يجري داخل أجسامنا، في حالة الصيام قد يخف تدفقُ الغذاء إلى الكبد، مما يعني تقليل عدد التفاعلات الكيميائية التي يجب إجراؤها في الكبد، وتقليل جهد الكبد في تصفية السموم والمواد الضارة التي قد تأتي مع الغذاء.
والكلى كذلك مطالبة بضبط مستوى الماء، الذي تنقص كميته كثيرا في الصيام، فالجسم كالطفل لحوح مطالب، لا يفهم أن رمضان قد جاء، فكل الذي يعرفه أنه يريد ما يحتاجه من ماء و مواد غذائية و طاقة ولهذا تقوم الكلى بجهد كبير في أثناء الصيام لخلق التوازن و لضبط كمية البول، بحيث لا تزيد كمية البول الخارج على كمية الماء الموجود في الجسم.