نحن في زمن كثرت فيه الملهيات وفسدت فيه أغلب القلوب والعقول، زمن لا تدري من فيهم الصالح من الطالح، زمن تندرج فيه القلوب وراء شهواتها بغيةً في الراحة الفانية وتناسي الراحة الأبدية.
كثر هن الفتيات اللاتي يشكين الحال من مجتمعهن وذئابه المفترسة التي تترصدهن بغيةً المساس بكرامتهن رغبة في التلذذ بشهوة مؤقتة ذات نية خبيثة! مسكينةٌ هي تسير على نية ان القلوب جميعها بيضاء ، تعشقه وتلمح له بأن يطلب يدها من اهلها ويراوغها بحيلهِ البلهاء.. "عاداتنا وتقاليدنا لا تسمح" وغيرها من الأساليب التي تمرسوا عليها. أن كان لا يرغب بالزواج منك فلم يكلمك؟!
مرت بي الكثير من التجارب، ومنهن من وقعن في وحل الخطيئة حين فات الأوان وانقض عليها الذئب فريسةً في اوكاره النجسة، وحينها لا ينفع الندم وقال الله في كتابه: {أن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ}. فلم توقعي نفسك في الحسرة والندم وانتي قادرة على تجنب الخطيئة؟ فالذئاب يحتالون عليك بحيلهم التي تجعلك معلقة بهم وحينها شيئا فشيئا يوقعونك في المصيدة رهينةً لا تقوى على الحراك.
هنا لن اتحدث عن الرجل بل عنكِ انتي ايتها العفيفة، ايتها الطاهرة، يا مربية هذه الأمة، فإن صلحتي صلح سائر المجتمع، هل يرضيك هذا الفعل في حق من شاب شعر رأسه في تربيتك؟ في حق من تعبت وهي تدعوا لك طوال الليل بالستر و العفة؟ اعلم بأن الراحة تتلاشى حينما تفعلين ما لا يرضي ربك، فكوني امرأة صالحة عفيفة تخاف على شرفها كخوفها من ربها، وذكرك الله في كتابه وقال: {وقل للمؤمِناتِ يغضضن من أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} صدق الله العظيم. ولتعلمي بأن رزقك كتبه الله لك، وسيأتي نصيبك من حيثُ لا تحتسبين، فقط تقربي الى ربك وليكن هو أحب شيء في قلبك، فالله هو الودود أي محب لكِ عطوف.
يا أخيتي لا تخشي من ضيق الرزق فخزائن ربك ممتلئة لا تنفد ابدا، فالله ضمن لكِ رزقك فلا ترهقي قلبك وتشغليه بغير الله، فالجوارح تعمل والقلوب تتوكل، فإن رضيتي بما قسمه الله لكِ ارحتي قلبك وبدنك وكنتي عند ربك محمودا، وان لم ترضي بما قسمه الله لك، فوالله انه ليسلطن عليك الدنيا تركضين فيها ركض الوحوش في البرية ثم لا يكون لكِ منها ألا ما قسمه الله لك، يا اخيتي.. الله خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن فكيف يعي برزقٍ يسوقه لك. يا أخيتي.. الله لكِ محب فكوني له محبةً ببعدك عن ما يقربك الى الحرام فقال الله في كتابه: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا} صدق الله العظيم.
واخيراً اسأل الله ان يستر على بنات وشباب المسلمين وان يرزقهم الهدى والتقوى والعفاف، واسألك اللهم ان ترزق بنات المسلمين طهاره مريم عليها السلام، وترزق شباب المسلمين عفه يوسف عليه السلام، واللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون.
بقلم: م. موسى الخالدي
كاتب في مجال: الحياة والمجتمع
Twitter:@Moosa_Alkhaldi
Insta:@Eng_Moosa_Alkhaldi