عسل النحل.. هذا الطعام العلاجي القديم، عرفه الإنسان منذ فجر التاريخ، يأكله، يعالج به نفسه، لكنه لا يعرف ماهيته، وقد شغل هذا العسل (السر) علماء العصر الحديث حيث حاولوا اكتشاف المكونات العلاجية له وطوروا من خلاله أساليب علاجية جديدة خصوصاً في مجال المضادات الحيوية التي تؤرقهم، وقد نجح العسل فيما فشلت فيه جميع أنواع المضادات الحيوية الجديدة وذلك فيما يخص القضاء على (السوبر بكتيريا) البكتيريا الحارقة، والتي تعرف مختصرة بـ : (Methicillin Resistant Saphylcoccos Aureus (mrsa
وتتمثَّل خطورة هذه البكتيريا في أنها تنتشر في المستشفيات، وتقاوم أحدث وأقوى المضادات الحيوية.
وقد استعمل الباحثون مزيجاً من عسل نحل خاص أطلقوا عليه اسم (عسل سوبر)، وقد أثبتت التجربة أن البكتيريا التي تقاوم كل المضادات الحيوية الحديثة تستجيب للعلاج المكوّن من العسل وليس كاملاً فقط 4% والباقي ماء.
ويضيف الباحثون أن العسل المخفف بالماء عندما يضاف إلى ضمادات العمليات الجراحية فإنه يمنع حدوث الالتهابات التي كانت تحدث في السابق.. كما يمكن أن تضمد به الالتهابات الناتجة عن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية فتزول في حينها.
وبدأ عسل النحل يمثِّل سلاحاً طبياً جديداً وفعَّالاً لكثير من الأمراض وأهمها (السوبر بكتيريا) التي تودي بحياة اكثر من 6 آلاف شخص سنوياً في (بريطانيا وحدها).
ويؤكد الباحثون أن فعالية عسل النحل تأتي من عدة جوانب فهو يحتوي على الإنزيمات والكيماويات النباتية التي تساعد في القضاء على الالتهابات كما يحتوي على بروكسيد الهيدروجين، ولهذه المادة فعالية قوية جداً كما يحتوي على الأحماض الأمينية وفيتامين (c) وهي مواد تعمل على سرعة نمو أنسجة الجسم الجديدة بدلاً من المصابة فتساعد على اندمال الجروح، وتسعى إحدى الشركات التي تعمل في مجال التقنية الحيوية وتدعى (إنسينس) لاستخلاص العنصر الرئيس الفعَّال في العسل واستعماله على شكل ضمادات تستخدم لمختلف أنواع الجروح والالتهابات، وقد أثبتت هذه الضمادات فعالية كبيرة جداً.
ومن جهة أخرى ووفق الباحثين أنفسهم فإنهم بصدد إصدار نتائج أبحاث أخرى تؤكد أن عسل النحل يحتوي على مواد خاصة تعالج أمراض العيون.
ويؤكد أطباء عرب أن العسل فعَّال لمعالجة أي جرح لأن ضغطه (الإسموزي) مرتفع جداً مما يساعد على قتل البكتيريا، وأن العالم العربي يعاني أيضاً من هذه المشكلة حيث استخدام المضادات الحيوية بداعٍ وبدون داعٍ يولّد جيلاً جديداً من البكتيريا، واللهث المستمر حول الجديد طبياً جيد، لكن ماذا عن الأصل والأصل في الطبيعة؟ فيمكن للإنسان أن يحصّن نفسه بالمواد الطبيعية وما أكثرها ولكن أصبحنا في عصر السرعة نهتم بالوقت حتى إن الكثير لا يوجد لديه وقت للأكل فيعتمد على الفيتامينات وان أكل فلا يوجد توازن ورغم معرفة الناس جميعاً بفوائد العسل من خلال الموروث الثقافي لدينا فإن الكثير لا يحبذ أكله بدعوى أنه يملك الكثير من السعرات الحرارية التي لم يعد أحد في حاجة إليها وهذا هو المرض بعينه، ورغم النجاحات الكبيرة للطب الحديث التي لا ينكرها أحد فهناك حالات يقف أمامها عاجزاً غير قادر عليها وجد لها الطب البديل الحل وبخاصةً الأمراض المستعصية والمزمنة مثل التهاب المفاصل، وارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين والربو، والتليف العضلي والتهاب الكبد المزمن، وغيرها من الأمراض التي تحتاج إلى وقت والعسل هو العنصر الوحيد الذي يمكنه التدخل في أي علاج إذا عرف كم نملك من ثراء بوجود العسل فلقد تبين أنه يحتوي على كل الفيتامينات والأملاح المعدنية والبروتينات والسكريات ومواد مجهولة لم يستطع أحد التّعرف عليها.
وبالعودة إلى موضوع (السوبر بكتيريا) والنجاح المدوي للعسل معها وهناك الطريف (فقد أثبتت الأبحاث والتجارب فائدة أخرى في مضمار علاج البكتيريا السوبر) فقد تبين للمراقبين أن العلاج بالعسل خلّص الأجسام المصابة من الرائحة المزعجة للجروح حيث تبين أن البكتيريا عندما تأكل العسل تموت وتصدر في الوقت نفسه غازات ذات رائحة طيبة.
وسبحان القائل {فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ} صدق الله العظيم.