القروض المالية من الامور التي شاعت كثيرا في مجتمعاتنا العربية و اصبحت ملازمة للكثير من العائلات, و الاقتراض مسالة جدلية مختلف عليها في مجتمعنا لاسباب عدة, البعض يرفضها عن طريق البنك الربوي انطلاقا من الرادع الديني حيث يحرم الاسلام الربا بالمطلق, فالبنك الربوي يفرض الفوائد المالية على المقترض و التي تعتبر في الاسلام ربا, و البعض الآخر يرفضها لانها تراكم التزامات مالية على رب الاسرة تؤثر في مصاريفه الشهرية. و مسالة الموافقة او عدمها على مبدا القرض يتطلب الغوص اكثر في مجموعة من المسائل المرتبطة بالدافع الحقيقي للاقتراض و حيثياته. سنحاول تلخيص اهم الافكار التي تحيط بموضوع القروض و اثرها السلبي على الافراد بشكل عام و على العائلة بشكل خاص لنتوصل الى مجموعة من النصائح و الحلول التي تساعد في تفادي الاستعمال الخاطئ للقروض أو الاستفادة القصوى منها بحال كانت ضرورة لا مفر منها.
قد يقترض الانسان من عدة جهات, اما من افراد لهم صلة القرابة او الصداقة و عندها يشتهر تسمية القرض اجتماعيا بالدين, و اما من البنوك, و التي بدورها أنواع مختلفة تبعا لتخصصها, فهناك بنك التسليف و الادخار الذي تملكه عادة الدولة و يقوم باقراض المواطنين اموالا لغايات محددة كالاستثمار و الاسكان, و هناك بنك الاسكان الذي يعنى تحديدا بالقروض السكنية, و البنك الصناعي, و البنوك الاسلامية التي تتبع مبدأ المرابحة بدلا من الفائدة في تعاملاتها البنكية و غيرها الكثير من البنوك الاخرى. و تبعا لتنوع البنوك تختلف أيضا القروض, فبعضها قروض اسكانية, و قروض تمويلية فردية, و قروض استثمارية, و قروض السيارات, و كلها في النهاية عبارة عن التزامات مالية من المقترض بحق الجهة الممولة للقرض.
لماذا نقترض المال؟
1. لتغطية التقصير الحاصل في تامين الالتزامات الشخصية و العائلية.
2. للسفر و السياحة.
3. لشراء سيارة, جديدة كانت ام مستعملة.
4. لشراء او ترميم بيت.
5. للاستثمار في مشروع معين.
6. للدراسة المدرسية أو الجامعية.
7. لمجرد الغيرة من الآخرين و حسدهم على توفر المال لديهم.
8. لتأثرنا بالعروض و الدعايات البنكية للقروض و التسهيلات التي يقدمونها, و هذا يدفع الكثير للوقوع في فخ البنك بدون حاجتهم الفعلية للقرض.
تتنوع لائحة الاسباب التي تقع خلف السبب الحقيقي للاقتراض, و لكن النظرة الاقتصادية للموضوع تنقسم فعليا ضمن نطاقين:
1. اقتراض بهدف استهلاكي: اي ان تقوم بالاقتراض لتصرف المال على امور لا تعود عليك بمردود مالي و هي ثقافة شائعة في مجتمعنا, فالقروض بهدف الاستهلاك تجعل الفرد يقترض من البنك ليصرف المال على اشياء لا تربحه ماديا, بل يقتصر دورها على توفير السيولة لتغطية التزاماته و حاجاته المالية فقط.
2. اقتراض بهدف الانتاج: اي ان تقوم بالاقتراض بهدف الاستثمار في مشروع يعود عليك بالارباح, و هو دافع صحيح في المبدأ و ايجابي علينا التفكير فيه جيدا, فالانتاج و الربح هما اساس الحياة و فيهما يتم مواجهة ضغوط الحياة و متطلباتها, و يبقى ان نعرف اكثر عن كيفية الاستفادة من المال في استثمار صحيح و مدروس لتفادي الخسارة.
الايجابيات و السلبيات المترتبة على الاقتراض من البنك:
الايجابيات:
1. توفير المال اللازم لتمويل امور اساسية للعائلة كالسكن و تجهيزه, المدارس و الجامعات, توفير المال لشراء سيارة للعائلة, توفير المال للعلاج الطبي.
2. للاستثمار في مشروع مدروس جيدا و يدر على العائلة الربح المادي لحياة افضل.
السلبيات:
1. عدم مقدرة العائلة على تسديد التزامات القرض و احتمال تعرض معيلها للمطالبة القانونية و تعريضها لأزمة تخل باستقرارها.
2. عدم دراسة تفاصيل الاستقطاع الشهري بشكل صحيح تبعا للمدخول الشهري, قد يعرض الاسرة للضيقة المالية و التقصير في تامين مصاريفها الشهرية.
3. ربط العائلة بمكان الاقتراض حتى الانتهاء من سداده, و ذلك بسبب الالتزام المالي اتجاه المؤسسة المالية التي قدمت القرض, و هذا يمنع العائلة من التفكير بحرية في الانتقال بحال كانت هناك فكرة للهجرة الى بلد آخر أو الانتقال للعمل نتيجة فرصة عمل أفضل.
4. اذا لم يكن القرض بهدف الاستثمار, سيتراكم على العائلة فوائد مالية هي أحق في الاستفادة منها بدلا من دفعها للبنك.
5. استسهال الاقتراض, يعلم الاولاد الاتكالية فالاهل هم المثل الاعلى لاولادهم, و يجب على الاهل ان يعلموهم الانتاج و الاعتماد على العمل و الاجتهاد لينجحوا في حياتهم الخاصة لتوفير المال الكافي لحياة كريمة.