تشكر "أسرة كل بيت" كل من شارك بالمقال, شارك في ابداء الآراء 22 متابع و كانت النتائج على الشكل التالي:
• 8 لا يعرفون شيئا عن الاسعافات الأولية, منهم 1 لا يرغب ابدا بالتعلم, و 7 لا يعرفون فقط.
• 14 يعرفون الاسعافات الأولية بالمبدأ, منهم 2 تعلموا و لكنهم حاليا نسوا كل ما تعلموه, 2 يعرفون بعض الاسعافات و ليست كاملة, 3 يعرفون بعض الأمور البسيطة عنها, 7 يعرفون الاسعافات الأولية.
قبل تعريف الاسعافات الأولية, علينا أولا طرح مجموعة أسئلة على أنفسنا لنجعل الموضوع اكثر أهمية و معنى عند قراءته. ماذا تفعل اذا تعرضت أنت لحريق قوي في جسمك؟ ماذا تفعل اذا رأيت شخص كسرت قدمه و عليك مساعدته؟ ماذا تفعل اذا رأيت شخص قد اختنق من شيء عالق في مجرى تنفسه؟ كلها أسئلة وارد أن تواجهها في حياتك اليومية لا قدر الله, ندعو الله عز و جل أن يكفينا الحوادث و الاصابات و لكنها واردة في الحياة و علينا أن نكون دائما جاهزين لمواجهتها و التعامل معها بطريقة صحيحة تخفف و تبعد الخطر عن الشخص المصاب أكنت أنت أم غيرك ممن كانوا بالقرب منك.
يفكر البعض بطريقة سلبية و متشائمة, و يقول لنفسه لماذا علي في الأساس أن أفكر بأن مثل هذه الأمور قد تحدث, و اذا حدثت اصلا أنا ضعيف القلب لكي أواجهها فأنا لست متخصصا و لا على دراية بكيفية التعامل مع هذه الطوارئ, أو بأفضل الأحوال ان حاولت قد أفشل و قد أشعر بالذنب اذا حدث مكروه للمصاب بسببي. كلها أفكار علينا تفهمها فالانسان بطبيعته يخاف مواجهة شيء يجهله, و خاصة اذا كان مرتبطا بحياة الآخرين.
ما الحل اذا, الحوادث وارد حدوثها و لا مفر منها, فاذا علينا نحن التفكير بتحضير أنفسنا بالمعلومات و المهارات الأساسية المتاحة لكل البشر لكي نتعامل معها عند حدوثها, و هذا ما يتطلب التعريف بالاسعافات الأولية و التدرب عليها في مكان متخصص لكي نكون اشخاص مؤهلين لمساعدة أنفسنا و الغير بحال حدوث طارئ لا سمح الله بطريقة صحيحة.
الاسعافات الأولية هي ليست علاج طبي أو حصرا للطبيب و الممرضة أو أي شخص يعمل في المجال الطبي, قد يكون أحد هؤلاء لا يعرف الاسعافات الأولية كاملة أو لم يمارسها, فالاسعافات الأولية تعرف بأنها الاجراءات و الفعل السريع لشخص مصاب لتخفيف عوارض اصابته قبل وصول النجدة الطبية اللازمة, و هي ترفع من نسبة انقاذ حياته اذا كانت معرضة للخطر و تخفف ضرر الاصابة ان كانت اصابة جسدية. فمثلا قد ترى شخص تم نشله من الغرق و هو ممد على ظهره على الشاطئ و كل من حوله بمن فهم الشخص الذي أنقذه لا يعرف بالاسعافات الأولية, هنا يكون المصاب بأمس الحاجة ليتأكد أحد بأن يساعده على اخراج الماء بخطوات معينة و يجب التأكد أن تنفسه سليم, و بنفس الوقت سنطلب له النجدة الطبية و الى حين وصولها نكون نحن قد أنقذناه من الموت باذن الله. اما اذا نظرنا للموضوع من فكرة أن نكتفي بطلب الاسعاف دون أن نقوم بالاسعافات الأولية, قد يموت الشخص الى حين وصول الاسعاف لأن الجسم البشري لا يتحمل انقطاع التنفس.
و لمقاربة الموضوع بشكل اسهل علينا, اذا تعرض أحد أفراد المنزل لحريق في جسمه, هل يعرف أحدنا ما عليه فعله كأول رد فعل؟ الكثير لا يعرفون, البعض يسرع بالمصاب الى المستشفى دون تقديم أي مساعدة أولية له, البعض الآخر يذهب للصيدلية لشراء دواء, البعض الآخر يضع مواد من بيته اعتاد بالتقاليد و التراث الشعبي استعمالها للحريق. كلها ردات فعل تقليدية و قد تضر أحيانا بالمصاب بدون قصد لذا علينا التدرب على الاسعافات الأولية الصحيحة لمواجهة مثل هذه الحوادث لتخفيف الضرر على المصاب و تسريع شفائه لاحقا.
أسرة "كل بيت" ليست الجهة المخولة تدريب الناس على الاسعافات الأولية, و لكن واجبنا أن نسلط الضوء على أهميتها و سنتطرق في الجزء الثاني من مقال الاسعافات الأولية الى كيفية الحصول على التدريب المناسب من الجهات المسؤولة, و نظرة عامة عن المهارات التي تكتسبها من دورات الاسعافات الأولية.
حمانا الله جميعا من كل ضرر.