المطبخ المصرى ملىء بأشهى الأكلات، ومع ذلك هجمت عليه عدة مطابخ عربية وعالمية أشهرها المطبخ الشامى والإيطالى وأحيانا الصينى، ويلجأ المصريون إليها كنوع من التغيير والتنوع حتى لا يشعرون بالملل من الطعام المصرى، ولم يقتصر الهجوم على ذلك فقط، فبعض المطابخ احتلتها وجبات الكومبو السريعة المقلية المقرمشة الحريفة، التى أصبحت أسهل وجبة يمكن أن يقبل عليها الطفل، الذى أصبح ينفر ويرفض العديد من الأكلات التى كانت فيما مضى أهم وأفضل، وتشير الدكتورة رابحة أباظة، خبيرة التغذية، إلى أن العادات الغذائية عبارة عن تعود ينشأ مع الطفل وهو الاعتياد على ما تقدمه الأم له.
وأوضحت الدكتورة رابحة أن الطعام يمكن تقسيمه إلى أغذية الوقاية وهى الفاكهة والخضار، وأغذية تكوين العقل وهى البروتينات بجميع أشكالها، وهناك أغذية الطاقة وهى النشويات، مشيرة إلى نقص أى منها يسبب المشاكل، فنقص الفيتامينات الموجودة فى الخضار والفاكهة يسبب ضعف المناعة والأنيميا وسهولة الإصابة بالأمراض، ونقص البروتين يسبب ضعف الذاكرة والتأخر العقلى، أما نقص النشويات يصيب الإنسان بالضعف وعدم القدرة على بذل المجهود.
وبما أن المطبخ المصرى ملىء بأشهى الأكلات التى تعجز المطابخ العالمية من تقديمها لفقدانهم أهم عنصر وهو «النفس».. نفس الأم المصرية الذى تضيفه عند إعدادها الطعام، وهو ما يعطيه طابع التميز، فإن الضرورة ملحة للعودة إلى أشهر الأكلات المصرية، التى لا يمكن تخيل مطبخ مصرى دونها وهى: (الكشرى الملوخية المحشى - الفتة المصرية الممبار الحمام البامية البصارة - المسقعة العدس)، وهذا ليس حصرا وإنما مجرد مثال على ما يزخر به المطبخ المصرى من أكلات تتميز بالمذاق الشهى وقيمتها الغذائية المرتفعة التى لا غنى عنها.
الملوخية وشهقة التقلية
الشوربة الخضراء أيا كانت.. ملوخية بشوربة الأرانب أو الدجاج أو اللحمة، أو حتى بالجمبرى وكثيرا بالمرقة فقط، قيمتها الغذائية وطعمها المميز يحتاج فقط إلى نفس وشهقة قوية أثناء وضع التقلية، خاصة لو كان الثوم كثيرا، وفوائد الملوخية متعددة فهى من أغنى الخضراوات الورقية بفيتامين(A) وفيتامين (B) الذى يحمى الجسم من الإصابة بفقر الدم، بالإضافة إلى الأملاح المعدنية المهمة للجسم كالحديد والفسفور والكالسيوم والبوتاسيوم والمنجنيز والصوديوم، كما ثبت علميا أن المادة الغروية (المخاطية) الموجودة فى ورق الملوخية لها تأثير ملين ومهدئ لأغشية المعدة والأمعاء، وأثبت علماء المركز القومى للبحوث فى مصر أن «الملوخية» لها العديد من الفوائد الصحية، حيث تقوى القلب والنظر وتخفف من متاعب الجهاز الهضمى والقولون.
وبالنسبة للثوم فهو غنى بالفيتامينات والأملاح المعدنية، مثل الفسفور والكالسيوم ويكافح أمراض القلب ويخفّض الضغط المرتفع، كما يعزز جهاز المناعة فى الجسم ويقلل نسبة الكوليسترول فى الدم، غير أنه طبعا فاتح للشهية.
الكشرى بالصلصة
العدس والأرز والمكرونة والصلصة والبصل يعنى طبق «الكشرى»، ولو عرف المصريون قيمة الكشرى الغذائية لجعلوه وجبة رئيسية على الأقل يوما فى الأسبوع للأسرة، وليس كما يشاع أنه يخص محدودى الدخل فقط، فالكشرى غنى بما فيه، فالعدس يحتوى على نسبة عالية من البروتين والفيتامينات العديدة، وخاصة فيتامين (ب) المركب والمعادن مثل الحديد والفسفور والكالسيوم، ويلعب دوراً مهماً فى تقوية الجهاز العصبى، وبالنسبة للأرز فهو يحتوى على فيتامينات «أ»، «ب»، و«د»، والبروتين والدهون النباتية والنشا والأملاح المعدنية مثل البوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم والحديد والفسفور، أما الطماطم فهى غنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وتفيد فى علاج أمراض النقرس وتقاوم عسر الهضم وحموضة المعدة الزائدة، وعصير الطماطم يساعد على هضم الأطعمة النشوية واللحوم وتقاوم التهاب المفاصل، وأخيرا البصل، فهو غنى بالفيتامينات والأملاح المعدنية وقاتل للجراثيم، وخاصة التى تستوطن الفم والأمعاء، كما ينشط عمل القلب والدورة الدموية ويساعد على خفض الضغط المرتفع وخفض الكوليسترول، كما يفيد فى علاج السعال والالتهابات الصدرية.
لو خلص الفول أنا مش مسئول أهم ساندوتش يتناوله المصرى، وساد الاعتقاد أنه يسبب الخمول والتخمة عقب تناوله، إلا أن الحقيقة أنه لولا الفول لما استطاع المصرى القيام بهذا المجهود، فهو غنى بالبروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية مثل الحديد والفسفور، ويقاوم التوتر والإجهاد كما أنه يعمل على خفض ضغط الدم، ويحافظ على مستوى السكر فى الدم ويحتوى على مواد تقوى مناعة الجسم ضد الأمراض المختلفة، ومع الفول لابد من البصل والطماطم، هذا بالإضافة إلى الخضراوات الخضراء مثل الفجل الذى يحتوى على أملاح ومعادن وفيتامينات، مثل فيتامين «سى»، وفيتامين «أ» ونشويات، كما أنه فاتح للشهية، وطبعا حزمة جرجير تفيد فى تخفيض نسبة السكر، كما ثبت طبيا أن الجرجير يساعد فى عدم نمو الخلايا السرطانية فى الجسم.
الدكتورة رابحة أباظة خبيرة التغذية، تؤكد أن هذه الأكلات مثلها مثل الأكلات المصرية غنية بجميع المواد التى تفيد الجسم، وتتميز بتوافر «أغذية الوقاية» و«أغذية نمو العقل» و«أغذية الطاقة».
المهم أنه إن لم يكن تناول الوجبات السابقة هو نوع من اجتناب وجبات الكومبو لأضراره وسمومه، فليكن تناولها من أجل أنها أكل ماما اللى يكسب طبعا لتوافر جميع المواد الغذائية فيه.