المرأة كائنٌ رقيق ، فطبيعة تركيبها عاطفية ، ولذلك تميل قرارlتها لعاطفتها أكثر من ميلها لعقلها ، لأن طريقة تفكيرها ونفسيتها العاطفية موجودة بفطرتها وذلك بحكم أنها هي التي تحتضن الأولاد وتربي وترضع وتراعي شئون المنزل ، هكذا خلقها الله .. عاطفية ، ونحن الرجال يجب علينا أن نراعي هذا الأمر فيها ولا نستغله لتلبية رغبات شهوتنا الدنيئة ، لأننا نملك القدرة في التحكم بعواطفنا ، فالرجل يحتاج إلى وقت أكثر من المرأة حتى يجمع عواطفه ويخرجها بعكس المرأة تماماً ، وأنا بهذا لا أتهم الرجل أنه عديم الإحساس ! ولكن هذه التركيبة موجودة بداخله ، ولابد له من الانتقال من الجزء الأيسر من الدماغ إلى الجزء الأيمن عبر الصمام وينسق الكلام ويعبر عما في خاطره ، ولهذا يكون لديه وقت يساعده في التحكم على عواطفه .
كثير هي الاستشارات التي تأتيني بخصوص مواضيع الحب ، لهذا أحببت أن انبه عليها لأهميتها ، خصوصاً أنها اصبحت عادة سائدة في المجتمع ، فـالفتاة حينما يتعلق قلبها بـشاب ويعطيها من حلاوة اللسان ويلتبس قناع التخفي عن شخصيته الحقيقية وما تحويه من عيوب ، ويوهمها بأنه يحبها ويعشقها وكل هذا فقط ليسرق قلبها ويأخذ ما ابتغت له نفسه بذلك من مال وشهوة وغيرها من مشبعات النفس ، فهنا أنت أيها الشاب تمس كرامتها وتتعدا على حقوقها وتلعب بأنوثتها ثم تقول: إن كيدها عظيم! فلتعلم بأن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الكيد في المرأة إلا للدفاع عن نفسها ، فالله خلقَ المرأة أرقّ من الرّجل في المشاعر ، وأضعف منه في البِنية الجسديّة ، ووضع الكيد فيها سلاحاً تُداري فيه رقّتها ، وتعوِّضُ به فارق القوة بينها وبين الرّجل ، وليس كل من يحمل سلاحاً بالضرورة أن يستخدمه ، فالرجل الذي يحمل مسدساً لن يطلق النار على كل من يلقاه! . هكذا هي تدافع عن ضعفها وما تواجه من هجمات حول شخصها منك أيها الرجل .
هنالك الكثير من التجارب التي تصلني من شكاوي لكلا الجنسين بما مروا به من حالات حول موضوع الحب الزائف ، وإحدى المرات لشباب متزوج يخبرني ويقول لي: عندما اذهب إلى عملي ، أكلم هذه الفتاة ، وأخرج مع تلك ، وهذه ارسلت لي صورتها .. وقام بإعطائي هاتفه النقال لكي اشاهد المحادثات الهاتفية وما تحويه من صور ومحادثات ، لحظتها اندهشت! . أيضا موقف آخر تخبرني به احدى الفتيات بـلسان حالها انه طلب منها الشخص الذي يحبها ملاقاتها في احد الشقق الفندقية ، أتت لاستشارتي بسبب تشككها من الموضوع ! عن أي حب تتحدثون؟!
هذه بعض من عشرات القصص وغيرها الكثير التي لا يسعني سردها هنا . هؤلاء الأشخاص هم في البداية يذهلونك باختلافهم وبتميزهم ، ثم تندم بقية عمرك لأنك عرفتهم! هل هكذا هان عليك أيها الرجل قلب فتاة احبتك بصدق ، تمارس معها كل أنواع الحب الوهمي وتَكون شَخصاً كاملاً فقط طمعاً لملء رغبات شهوتك! كن رجلاً بحق لا يُنافق ولا يُجامل ولا يُوهم فتاة بأشياء مزيفه!
وأنتِ أيتها الفتاة .. قبل أن ترسمي ثقتك على رجل يجب عليك أولاً التأكد أن صفاته على حقيقتها الحسنه لكي لا تسقط عليكِ يوما ما أوهامه النرجسية على قلبك المسكين في حين غفلة . قالها -عمر بن الخطاب- واحذر صديقك إلا الأمين من القوم، ولا أمين إلا من خشى الله ، ولا تصحب الفاجر، فتتعلم من فجوره ، ولا تطلعه على سرك ، واستشر في أمرك الذين يخشون الله .
أيتها الفتاة .. لا يغريكِ الشاب بحسن اسلوبه وجمال كلماته الرنانة ، فليس كل ما هو ظاهر يعكس ما هو داخل! هنالك مصالح دنيوية عمت بعض القلوب من لم يخشى الله في نساء المسلمين ، فالحذر الحذر . ولكي تتأكدي إن كان الشاب يحبك حب صادق عفيف يليه الزواج ، فأكبر دليل على صدق محبته لك هو عندما يقبل حينها أن يأتي لخطبتك من أبيك ، وأما غير ذلك من محادثات هاتفية ووعود مستقبلية فلا ترتجي منه خير . فالشاب عندما يتعذر لكِ بظروفه واشغاله وغير ذلك من امور مثل: "انني لست جاهز، مصاريفي لا تسمح لي أو الوقت غير مناسب وغيرها من اعذار.." فتيقني بأنه يمكر عليك بحيله البلهاء حتى يلتقطك بـانيابه فريسة لا تقوى على الحراك . فما بعد ذلك فائدة في اللوم والتحسر على ما فات ، فهي لذة ساعة في معصية الله يأتي بعدها الضيق والقلق والحيرة والهلاك في الدنيا والآخرة ، فلتعلم أنه من آثر الآخرة على لذة المحرمات في الدنيا يسعده الله عز وجل في الدنيا والآخرة ، وكما قيل أنه من آثار آخرته على دنياه ربحهما معاً ، ومن آثار دنياه على آخرته خسرهما معاً . فلذة المحرمات في الدنيا لا تجتمع مع نعيم أهل الجنة .
لنتفكر .. ما فائدة أن تخسرين دينك مقابل لذة ساعة وقد تعيشين بعد ذلك تعيسة طيلة فترة حياتك . فهالله هالله في نفسكِ يا أمة الله ، وجميل منكِ أن لا تفسخي حيائك لأي رجل يدق باب قلبك ولو كنتي متعطشة عاطفياً ، لا تفسخي حيائك لأنك تعبتي نفسياً من الوحدة أو من الضغوط النفسية ، ولا تفسخي حيائك لأنه لم يطرق أحد بابك! لا تفسخي حيائك لأي رجل لمجرد راحتك الدنيوية ، وجميل منكِ يا قرة العين أن لا تفسخي حيائك ألا عندما تجدين الرجل المناسب ، شريككِ الذي هو نصف روحك في جسده ، افسخيه للإنسان الذي تتوافقين معه فكريًا وروحياً وعقلياً وعاطفياً حتى ترتاحي في الدنيا والآخرة . لا تخافي من تأخر زواجك فلا توجد هنالك امرأة عانس! بل هي امرأة منع الله عنها شر زوج غير مناسب ، أو ابتلاء بزواج فاشل ، وبيوم قريب سيمنحها الله كل ما تتمناه . فأصبري واحتسبي وأحسني اختيارك ، لأن الرجال كثر ، ولكـن الحياء واحد ، فإن سقط سقطتي معه ، ولن تعودي كسابق عهدك . فكوني كَـالزهُرة، لـآ يقطفها إلـا آلذي تَتغنّى أرواحهُم بِالـأملِ وَالحُب .
بقلم: م. موسى الخالدي
كاتب في مجال: الحياة والمجتمع
Twitter:@Moosa_Alkhaldi
Insta:@Eng_Moosa_Alkhaldi