توظيف العقل الباطن في الصناعة النفسية

family_sciences

أرسل إلى صديق

إذا كنت مشترك من قبل إنقر هنا للدخول إلى حسابك.  إنضم الان للحصول على حساب مجاني
لقد أنعم الله عز جلاله على الإنسان بعقلين , الأول : العقل الظاهر الوعي الشعوري , والثاني : العقل الباطن الا وعي ولا شعوري , والفرق بينهما هو أن العقل الظاهر هو العقل الذي يتعامل مع المواقف الحاضرة في التحليل والتفكير وذاكرته قصيرة المدى , أما العقل الباطن فهو المستودع الكبير الحجم الذي يخزن به جميع الخبرات والمواقف والأحداث السابقة للإنسان منذ نعومة أظافرة إلى السن الذي وصل إليه , فهو العقل الذي يستقبل كل شيء ولا يرفضه من سلب وايجاب , ولكنه هو القائد الحقيقي , فمن خلاله تتبلور وتصقل شخصية الفرد بكل سلبياتها وايجابياتها وميولها وأفكارها ... إلخ من صفات تلك الشخصية .

وكفلسفة حياتية الإنسان مخلوق من طين , والطين مادة في طبيعتها قابلة للتشكل , فالإنسان قادر على التشكل ما دام حيا , ففي بداية عمرة يتشكل من خلال المؤسسات التربوية التي يمر بها في حياته ويتشرب منها جميع المعطيات الأخلاقية والسلوكية والفكرية , إلى أن يصل إلى آخر مؤسسة تربوية والتي تعد من أصعبها تربية هي التربية الذاتية ( الضمير الحي ) , وعليها بالإمكان أن تصبح سهلة ومطيعة للنفس ذاتها من خلال توظيف العقل الباطن في الصناعة النفسية ... كيف ؟ 

العقل الباطن يحب (التكرار) , فكلما كرر الإنسان على نفسة القيمة التي يطمح الوصول إليها بصرامة وعزم وعمق وإصرار , يصل الإنسان إلى مبتغاه مع الوقت , فعلى سبيل المثال , شخص ليس لدية ثقة بنفسة , فيكرر على نفسة دائما ( أنا واثق من نفسي , أنا واثق من نفسي ) بجدية , يرى نفسة مع الوقت قد تغير وأصبح واثق من نفسة , كذلك مثال آخر إن كان لديك ابنه أو ابن يعتريه الخوف , كرر عليه ( أنت شجاع أو أنت قلبك قوي أو أنت لا تخاف أنت بطل ) مع الوقت سوف يتخلص تلك الابنة أو ذلك الابن من صفة سلبية مزعجة .

إذا توظيف العقل الباطن في الصناعية النفسية مطلب يتضمن خطوات بسيطة لذاتك : أولا : التأمل , ثانيا : العزم بجدية وصرامة على التغيير , ثالثا : التكرار . ومن خلال ما سبق , تدعوا الكاتبة للممارسات الجيدة للفرد بما ترفع من قدراته الاجتماعية والنفسية للأفضل منها , الرياضة , القراءة المفيدة , تذوق القرآن الكريم لما جاء به من أفكار وأوامر ونواهي وقيم تتجلى بها النفس للرقي , الكف عن اللغو واحتراف فن الصمت الذي يحمى الفرد من التعرض لمواقف قد تؤثر عليه بالسلب وتقذف بعقله الباطن , كظم الغيظ لما له فوائد عظيمة وجليلة على النفس البشرية سوف أخصص مقال عنه , التفاؤل دائما وأبدا كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم " تفاءلوا بالخير تجدو " .

وفي الختام تعديل سلوكيات – تصحيح فكر خاطئ – تحقيق أهداف وطموح ... وأكثر , كل ذلك يسير مع توظيف العقل الباطن في الصناعة النفسية , فهو مطلب تربوي مساعد ومساند . "ودمتم سالمين".

التعليقات

هل ترغب في إضافة تعليق؟

إذا كنت مشترك من قبل إنقر هنا للدخول إلى حسابك.  إنضم الان للحصول على حساب مجاني

    © جميع الحقوق محفوظة، كل بيت ٢٠١٤