كم هي مغرية كلمة تقاعد للكثير ظنا منهم أنها الراحة و الاسترخاء و السفر حول العالم بسبب انتهاء المسؤولية و العمل اليومي و تفرغ الرجل المتقاعد لهذا الوقت و كأن التقاعد لا يحمل مشاكل خاصة به يعاني منها الرجال و تؤدي بهم في كثير من الأحيان الى الملل القاتل و الوحدة و الكآبة.
يعمل الكثير من الرجال على التخطيط لمرحلة تقاعدهم و يجمع بعضهم المال و البعض الآخر يعتمد على راتب نهاية الخدمة ان توفر بينما هناك الكثيرون ممن لا يملك لا هذا و لا ذاك و يبقى التقاعد بالنسبة له أزمة علاجها صعب. البعض يتقاعد لأسباب صحية تمنعه من تكملة عمله بينما البعض الآخر يتقاعد بغير ارادته نتيجة اتماه سن التقاعد المعتمد من قبل دولته أو شركته التي يعمل بها.
الموضوع ليس توفر المال الكافي لاعالة نفسك ماديا بعد التقاعد بل المشكلة الأساسية تكمن في انتقالك من نظام العمل دوام كامل يوميا الى نظام منزلي لا يحمل جدول أعمال يومي يبقيك منشغلا، و عندها تقع الكارثة على الرجل و يشعر بأنه بلا فائدة و يفقد دوره في الانتاج كمعيل للأسرة و هذا الشهور يؤلمه و يجعله كئيبا في كثير من الحالات. و لكنك ان كنت تقاعدن بملء ارادتك أو أنك مجبر على ذلك، فيمكنك أن تحول سنوات تقاعدك الى سعادة و صحة فكل ما عليك فعله أن تفكر في الأمور بشكل مختلف عما اعتدت عليه، و سنشرح لكم بعض الأفكار التي تساعدكم في التعامل مع مثل هذه الحالات الخاصة بالتقاعد:
1. حافظ على ميزانيتك و نظم مصاريفك و لا تجعل مقولة أنك تملك من المال ما يكفي لتعيش به متقاعدا، كل ما عليك فعله تنظيم مصاريفك و تحديد مصادر الصرف لتحديد اجمالي المصاريف الشهرية و التأكد أنك لن تصرف اكثر مما تملك و أن ما تملكه من المال يجب أن يبقى كافيا لفترات طويلة ان كان كافيا ماديا.
2. صحيح أن تتقاعد تعني أن تتوقف عن العمل كموظف بدوام كامل، الا أن العمل بعد أوقات الفراغ أو عمل نصف يوم أو اقل يعتبر احدى حلول تفادي الجلوس في المنزل دون القيام بأي شيء يشعر المتقاعد بأهميته.
3. ان تقدمك في السن لا يعني بالمطلق أنك أقل فائدة للغير و لكل من يرغب في تطوير ذاته، بل أنت شعلة من المعرفة يحتاجها الكثير لسنوات خبرتك و المعلومات و المواقف التي راكمتها، فيمكنك مثلا أن تتعاقد مع احدى الشركات أو الجامعات و المعاهد لتقدم لهم خلاصة تجربتك و تشرح لهم جزء مما مر عليك خلال فترة عملك الطويلة، و بعضها يكون محاضرات عامة دون مقابل و بعضها بأجر يساعدك اكثر في مصاريفك الحياتية و ستشعر اكثر بأهميتك اجتماعيا.
4. لتعاود الدراسة و التعلم، فأن تتقاعد لا يعني أنك لن ترغب في تعلم المزيد و خاصة أنك لم تولي الموضوع الكثير في فترة العمل بدوام كامل و انشغالك بأسرتك حتى تكبر و تعتمد على نفسها، و الآن أصبحت تملك ذلك الوقت الخاص بك لتعاود الدراسة في اي درجة تعجبك فالأهم أن تنجح في هدفك من الدراسة أكانت جامعية أو مدرسية.
5. مارس الرياضات المتنوعة و حافظ على جسمك رياضي و خالي من الدهون و اجعل لك هواية اما قديمة و عليك اعادة تحفيزها في ذاتك أو أن تتعلم هواية جديدة و تملأ وقتك في ممارستها و خاصة ان كانت مسلية و مفيدة فتزيد من الأوقات الجميلة لك و لأسرتك.
6. مارس الأعمال التطوعية و الانسانية الخيرة للمجتمع، فتشعر اكثر بمعاناة الغير و تبدأ تشكر الله على ما أنت عليه بعد أن كنت تتذمر من حالك دون أن تعرف أن الكثير ممن حولك قد يكونوا بأمس الحاجة لأمور تكون متوفرة لديك و أنت غافل عن أهميتها, فبأتي العمل التطوعي في اطار رسالة تطوير المجتمع و الارتقاء به.
7. تواصل اجتماعيا مع أقاربك و اصدقائك و كل من تحب، فالتفاعل الاجتماعي مفيد جدا للمتقاعد و يحعله يشعر بأنه عضو اساسي في كل من بتواصل معهم، جربها و لا تخشاها فالفكرة مهمة و عليك كمتقاعد أن تهتم بها.
8. قم بالسفر و خطط جيدا له قبل القيام به و خاصة ان كانت زوجتك مرافقة لك في رحلتك، فاسعى جاهدا لاتمام الرحلة على أحسن ما يرام و اجعلها متنفسا لكم لقضاء فترة نقاهة و الاستمتاع في بلاد لطالما رغبت في زيارتها من قبل. للسفر فوائد كثيرة على الجميع و خاصة على المتقاعد.
في النهاية علينا الاقرار أن فترة التقاعد للرجل خاصة ستكون صعبة على شخص اعتاد لفترات طويلة من حياته على العطاء و النظام ضمن مؤسسات عمل بها، فعلينا أن نفكر مليا في الحلول المقترحة و لذى تفهم عصبية والد بعد التقاعد. كلنا سنصل لهذا العمر، و علينا التفكير و التخطيط جيدا لفترة بداية التقاعد.