توصل باحثون بجامعة مشيغن الأميركية إلى أن تناول ثمر التوت الأزرق (blueberry) يساعد على التخلص من دهون البطن، ويمكن للأغذية الغنية به وقف العوامل المؤدية للإصابة بمرض البول السكري.
والمعلوم أن التوت الأزرق من فصيلة الحلنجيات، ويجري زراعته وإنتاجه تجاريا لارتفاع أسعاره، ويؤكل ثمره ذو اللون الأزرق الضارب إلى السواد.
قدمت الدراسة مؤشرات مثيرة عن إمكانات التوت الأزرق من حيث خفض عوامل ومخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين ومتلازمة الأيض (ميتابوليزم). ويعتقد بأن هذا التأثير يعود لارتفاع مستويات الكيماويات النباتية، وهي مضادات يحتويها التوت الأزرق.
متلازمة الأيض هي مجموعة مشكلات صحية، منها زيادة الدهون حول الخصر، وارتفاع مستويات ضغط وغلوكوز الدم ودهونه الثلاثية. وهي مجتمعة تزيد مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات ومرض السكري.
أجريت الدراسة على فئران مختبر مستولدة ومعدلة لتكون عرضة لفرط زيادة الوزن. وتوصلت إلى أن التوت الأزرق يقي من حالتين مرضيتين يعاني منهما الملايين بالولايات المتحدة وغيرها، وهذا ما يتطلب إجراء مزيد من البحوث لتأكيد الأثر الإيجابي لهذه الفاكهة.
ولغرض الدراسة، قام الباحثون بتجميد هذه الثمرة وتجفيفها وتحويلها لمسحوق، وخلطها بغذاء الفئران، لتصبح جزءا من حمية منخفضة الدهون وأخرى مرتفعة الدهون. وقاموا بمقارنات متعددة بين فئران تلقت هذا الغذاء التجريبي وأخرى لم تتلق مسحوق الثمرة.
بعد 90 يوما ظهر لفئران تلقت غذاء مقوى بمسحوق التوت الأزرق بنسبة 2% دهون أقل بالبطن، وكولسترول ودهون ثلاثية اكثر انخفاضا، وتحسن بمستوى غلوكوز الدم واستجابة أفضل لهرمون الإنسولين، والأخيران هما معيار كفاءة تحويل الغلوكوز إلى طاقة.
وبينما خفض مجرد التناول المنتظم للفاكهة مخاطر أمراض القلب والشرايين ومتلازمة الأيض جاءت فوائد صحية أفضل لدى اقتران تناول الفاكهة بحمية منخفضة الدهون، فانخفض وزن الجسم أكثر، وكذلك كتلة الدهون الإجمالية وكتلة الكبد، مقارنة بمجموعة فئران الحمية عالية الدهون.
ويرتبط تضخم الكبد بالبدانة ومقاومة الإنسولين، وهي مؤشر لمرض السكري. وكانت فئران التجربة تحاكي أحوال بشر يعانون مرض الكبد الشحمية ومتلازمة الأيض، بسبب الأغذية عالية الدهون والبدانة.
كذلك أراد الباحثون الوقوف على علاقة فوائد هذه الفاكهة بفقدان دهون البطن. فوجدوا تغيرا ببعض قياسات الدهون، حتى لدى فئران الحمية عالية الدهون، كما اكتشفوا بالنظر في نسيج العضل أن تناول الفاكهة يؤثر في المورثات ذات الصلة بحرق الدهون وخزنها، وشاهدوا تبدل مورثات متصلة بامتصاص الغلوكوز.
يقول الباحثون إن فوائد تناول الفاكهة والخضروات أصبحت معروفة جيدا، لكن النتائج التي توصلوا إليها عن التوت الأزرق تظهر أن محتوياته من الكيماويات المتكونة طبيعيا مثل الأنثوسيانين تبدو واعدة في تخفيف حدة تلك المشكلات الصحية.