خلصت دراسة نُشِرَت نتائجها في الولايات المتحدة أخيرا إلى أن الأشخاص الذين لا ينامون كثيراً هم اكثر عُرضة من الذين ينامون ساعات طويلة للإصابة بتكلّس الشريان التاجي، وبالتالي أمراض القلب.
تناولت الدراسة 495 متطوعاً دأب كل واحد منهم على ملء استمارة حول طبيعة نومه والاحتفاظ بسجلّ عن عدد الساعات التي يقضيها في سريره، بالإضافة إلى تثبيت مِجَسّ حول رسغه لقياس نبضه واستنتاج عدد ساعات نومه الفعلي.
اللافت أنه في بداية التجربة، لم تكن لدى أيّ من المتطوعين الذين راوحت أعمارهم بين 35 و47 سنة، علائم تكلّس الشريان التاجي. وبعد خمس سنوات فقط، ظهرت بوادرُه للمرة الأولى لدى 27 % من الذين كانوا ينامون أقلّ من خمس ساعات ليلياً في المتوسط، بينما لم تتجاوز النسبة 6 % لدى الذين كانوا ينامون سبع ساعات أو أكثر، في حين سجلت النسبة 11 % بين الذين كانوا ينامون بين 5 و7 ساعات.
وبعد تبيان اسباب متنوعة أخرى، استنتج الباحثون أن إطالة النوم لمدة ساعة واحدة إضافية كل ليلة من شأنها أن تقلل احتمالات الإصابة بتكلس الشرايين بمعدّل 33 %، وأن تخفض من ارتفاع ضغط الدم الانقباضي بمقدار 18 ميلليمترا زئبقيا.
ونبّهت دايان لودرديل، الأستاذة المشاركة في علوم الصحة لدى جامعة شيكاغو والمُشرفة الرئيسية على الدراسة التي نشرتها مجلة الجمعية الطبية الأميركية الثلاثاء الماضي، إلى أن التقرير لا يُعتبر إثباتاً على وجود علاقة مباشرة من نوع «السبب والتأثير» بين عدد ساعات النوم وأمراض القلب، وأنه من غير الممكن إصدار توصيات قبل التأكد من آلية حدوث ذلك.
وبالرغم من صدور عدد من الدراسات في السابق تشير إلى أن الذين ينامون عددا أقل من الساعات هم اكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والوفاة، فإن هذه هي المرة الأولى التي يقاس فيها عدد ساعات نوم المتطوعين، كما أن النتائج التي يقدمها هؤلاء قد لا تكون على درجة كبيرة من الدقة بالضرورة، حسب رأي الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة «كيس»، الدكتور سانجاي باتل.
ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت قلة عدد ساعات النوم وراء إحداث تغيّرات فيسيولوجية تزيد من احتمالات الإصابة بأمراض القلب أم أن هناك عاملاً ثالثاً يؤدي إلى حدوث التغييرين معاً.
ويشير الدكتور باتل إلى احتمال أن الذين يعانون من ضغوط شديدة ربما ينامون أقلّ ويتعرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب، ويستنتج أن مجرّد زيادة ساعات نومهم لن يقلل من هذا الخطر إذا ظلوا يعانون من ضغوط.
وترى الدكتورة لودرديل أن ثمة علاقة بين ارتفاع المستوى الثقافي للفرد وميله إلى النوم لساعات أكثر، وتضاؤل خطر إصابته بأمراض القلب.
لكنها تقول من ناحية أخرى إن قلة النوم تؤدي إلى حدوث بعض التغييرات مثل ارتفاع نسبة هرمون الضغط في الدم (كورتيزول)، وهو ما يمكن أن ينعكس سلباً على الشريان التاجي مع الزمن، وأن لعدد ساعات النوم تأثيراً على معدلات ضغط الدم خلال اليوم بكامله.