يقول الخبراء إن مقولة الطعام دواء للبرد والجوع دواء للحمى لم تعد مجرد مقولة بل أصبحت تؤيدها الأدلة العلمية. فقد قام علماء هولنديون بإجراء تجارب على نطاق ضيق وكانت نتيجة هذه التجارب أن المقولة الشائعة هي أفضل الطرق لتقوية جهاز المناعة كي يتعامل مع الالتهابات المختلفة التي يتعرض لها. ويقول البحث إن الأساليب المختلفة في معالجة الأمراض ربما تحفز خلايا مختلفة في جهاز المناعة. وقد شارك ستة متطوعين في التجربة وطلب منهم أن يصوموا يوما واحدا قبل إجراء الاختبارات.
وأعطي المشاركون وجبة غذائية على شكل سائل، وفي المرة الثانية قدم لهم ماء فقط لملء البطون. وبعد ست ساعات من التجربة اختبر دمهم لمعرفة إشارات جهاز المناعة في أجسامهم لما حدث. ووجد الباحثون أنه بعد الوجبة الطعام السائلة، تضاعفت مستويات مادة كيمياوية في الجسم تدعى "جاما إنترفيرون" بأربعة أضعاف. ويشير ارتفاع هذه المادة إلى أن الجسم بدأ يستخدم نوعا من الاستجابة المناعية المصممة لقتل الخلايا الملتهبة، وعادة ما يحدث هذا عند الإصابة بالفيروسات التي تسبب البرد أو الزكام وما أشبه.
هجوم البكتيريا
بينما أثار التغذي على الماء فقط زيادة بمقدار أربعة أضعاف، ولكن في مادة كيمياوية من نوع آخر، تلك التي تعرف إنترلوكين 4. "بعض أنواع الأغذية يمكن تقديمها إلى المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة كي تحفز عندهم استجابات الجهاز المناعي المناسبة"
جيس فان دن برينك-المركز الطبي الأكاديمي في أمستردام . وهذه إشارة على استجابة الجهاز المناعي للهجوم على أجسام غريبة غزت الخلايا وتقف على أبوابها، وهذا النوع من الاستجابة تتطلبه الالتهابات البكتيرية. ويقول الدكتور جيس فان دن برينك من المركز الطبي الأكاديمي في أمستردام، إن هذه هي المرة الأولى حسب معرفتنا التي تتم بها البرهنة على مثل هذه النتيجة المباشرة.
أقراص الغذاء
غير أن الدراسة لا تؤيد كليا حكايات الزوجات القديمة، على الرغم من أن البرد تسببه الفيروسات، لكن الإنفلونزا تسببها الفيروسات أيضا وهي أيضا ترفع حرارة الجسم في نفس الوقت. ويشترط الدكتور فان دن برينك أن جهاز المناعة هو وسيلة يقوم بها الجسم لتوفير الطاقة كاستجابة مباشرة للالتهابات البكتيرية، لكنه ينتظر حتى يأتي المزيد من الطاقة كي يهاجم الفيروسات. وقال فان دن برينك إن بعض أنواع الأغذية يمكن تقديمها إلى المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة كي تحفز عندهم استجابات الجهاز المناعي المناسبة وأشار البحث إلى أن الجلوماتين الموجود في اللحوم والحليب وبعض اللوز والفستق، يزيد استجابة جهاز المناعة المضادة للفيروسات.