رجيم الوجبة الواحدة والشحوم
تتبع بعض النساء أحيانا برامج غذائية غير صحية أملاً في انخفاض أوزانهن، بدون أن يعلمن بتأثيرها السلبي على صحتهن والتعرف على مدى فاعليتها وآثارها الإيجابية أو السلبية. وتعتبر "حمية الوجبة الواحدة" موضة جديدة بين النساء لإنقاص الوزن. فالوجبة الواحدة الكبيرة ترهق المعدة وتزيد إفراز الأنسولين، فيزداد تخزين الشحوم في الجسم، وهو عكس المطلوب! ولأن نظام الوجبة الواحدة كحمية غذائية طريقة غير صحية، فإن كثيرا من النساء يفشلن فيه وفي خفض أوزانهن من خلاله. فجسم الإنسان يحتاج إلى الغذاء بشكل ثابت ومستمر أثناء النهار ليقوم بالعمليات والنشاطات الحيوية، مثل خفق القلب، التنفس، توازن درجة الحرارة في الجسم، إرسال الإشارات العصبية، حركة العضلات، وغيرها من العمليات الأساسية للحياة
حمية الوجبة الواحدة
وعن سلبيات حمية الوجبة الواحدة يقول الدكتور عدلي صبور، استشاري السمنة والنحافة، إن الإكثار من الطعام في وجبة واحدة، يجهد المعدة والجهاز الهضمي ويسبب عسر الهضم ويقلل من امتصاص الفيتامينات، وحتى تستطيع المعدة هضم الكمية الكبيرة من الطعام، يجب عليها أن تفرز المزيد والمزيد من الأحماض الهضمية، كما أن الاستمرار يومياً على هذا الحال ممكن أن يؤدي إلى ظهور الحرقة في المعدة. كذلك عدم تناول الطعام لمدة طويلة يسبب هبوط السكر في الدم. كما أن تناول وجبة كبيرة فجأة يؤدي إلى ارتفاع سريع ومباغت للسكر في الدم، فيُفاجأ الجسم بها ويرد على ارتفاع السكر بإفراز كمية كبيرة من الأنسولين ومن تأثيرات فائض الأنسولين في الجسم تخزين الدهون في الجسم وعدم استهلاكها، لذا يُصعّب على المرأة أن تخفِّض وزنها كما تأمل. لذلك فإن الامتناع عن الأكل لساعات عديدة قد يؤدي إلى التعب الفكري والجسمي والإرهاق وتوتر الأعصاب. والمرأة التي تحرم نفسها من تناول الطعام عندما تشعر بالجوع الحقيقي، فإنها ستصبح اكثر رغبة في أنواع الطعام التي تسبّب السمنة، مثل المعجنات والحلويات والسكريات، ولو أنها تناولت قليلاً من الطعام كل 5 ساعات مثلا، فإنها لن تشعر بالجوع الحاد، وتستطيع اختيار الأطعمة الصحية والمناسبة بوعي وتأنّ أكثر.
إضافة إلي أن هذه الحمية قد تؤدي إلى نزول بطيء جداً في الوزن، لكن قصير الأجل وسرعان ما تتركها المرأة لأن الوزن يعود. كما تجد المرأة صعوبة في تحمّل الجوع طوال اليوم في انتظار تلك الوجبة، مع الشعور بأعراض مثل الخمول والكسل.فعندما يشعر الإنسان بالجوع ولا يعثر على الطعام، فإن جسمه تلقائياً يحافظ على الطاقة الموجودة به، ولا يصرفها كالمعتاد لكي لا يُصاب بضرر. فالمرأة التي تقضي اكثر من 12 ساعة من دون طعام، فإنها لا تحرق السعرات الحرارية المخزنة لديها، وهذا يتعارض مع جهودها لتنزيل الوزن، وبالتالي يكون تخفيف وزنها أصعب في كل مرة، ويحتفظ الجسم اكثر بالطاقة التي تأتي إليه.
بديل صحي
وفى المقابل إذا حصلت المرأة على 1500 سعر حرارية بشكل مقسّم على ساعات النهار، فإن وزنها سينخفض بشكل أسرع مما لو تناولت 1500 سعر حرارية في وجبة واحدة. إن البديل الصحي لخفض الوزن الزائد يتمثل في إفطار خفيف مثل الفاكهة أو الخبز الأسمر مع جبن قليل الدسم أو كوب حليب، يليه غداء مشبع متوازن، ثم عشاء خفيف مثل السلطة أو شوربة العدس أو شوربة الخضر. ويجب عليك الابتعاد الكلي عن الأطعمة التي لا تحتوي على الألياف والفيتامينات والمعادن، والمليئة بالدهون والسعرات الحرارية، مثل المقليات والحلويات والكيك والآيس كريم والمشروبات الغازية. ويفضل أيضاً عدم شرب العصائر الجاهزة أثناء الريجيم، وشرب الماء فقط أو الشاي الاخضر أو شاي الأعشاب الأخرى، مثل النعناع، البابونج، الزنجبيل، والينسون، من دون إضافة سكر. وإذا شعرت بالجوع بين الوجبات، حاولي شرب كوبين من الماء أو أخذ كوب حليب قليل الدسم مع 4 حبات تمر أو قليل من اللبن الزبادي أو قطعة من الفاكهة الطازجة المفضلة لك أو الجزر أو الخيار أو الخس أو الطماطم. وفي وجبة الغداء احرصي على تناول الخضر المتنوعة المطبوخة بالبخار، بحيث يكون الأرز أو الخبز الأسمر الجزء الأصغر في الوجبة. ويستحسن التقليل من اللحمة الحمراء لأنها غنية جداً بالدهون المضرة للقلب ويستعاض عنها بالسمك أو الدجاج. ومن المصادر البديلة للبروتين الحيواني العدس والحمص الحب والفاصولياء واللوبيا وغيرها.
ممارسة الرياضة
وينصح بإضافة الرياضة إلي البرنامج الغذائي، فلا يوجد ريجيم ناجح من غير رياضة، ويجب ممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة من ثلاث إلى خمس مرات في الأسبوع، مثل رياضة المشي السريع أو الجري أو السباحة أو ركوب الدراجة، أو القفز على الحبل أو التنس. فالرياضة تسرع قدرة جسمك على حرق الدهون وترفع معنوياتك وثقتك بنفسك وتساعدك على تنزيل الوزن الزائد.