من منّا لا يتمنى أن يحافظ على رشاقته . كم من المرات جربت إتباع حمية غذائية و لم تستطع إنزال وزنك ؟ أو حتى كم من المرات أستعدت ما خسرته من وزن مباشرة بعد إيقاف الحمية. و من منّا لم يعاني من قساوة الريجيم و الجوع الدائم مما يؤدي إلى عدم الإلتزام الكامل به .
إن السرّ لا يكمن في الحميات القاسية أو إرادتك الضعيفة . الحلّ بسيط: كل الأمر يكمن في إتباع أسلوب حياة صحّي .
عدا عن الرشاقة التي نطمح إليها جميعاً ، إن اتباع أسلوب حياة صحّي يوفر لكي أيضاً صحّة جيدة و وقاية من عدّة أمراض كالسكري و أرتفاع ضغط الدم و بعض أنواع السرطان .
أولاً - ما الفرق بين الحمية و أسلوب الحياة الصحي ؟
1. الحمية الغذائية تتعلّق بالأرقام إبتداءاً بالميزان و السعرات الحرارية و النجاح يعتمد على مدى التزامك بالأرقام الخاصة بك .
أما بالنسبة لتغيير أسلوب الحياة فهو يتعلّق بك : تنظيم و بناء صلة ما بين نظامك الغذائي و نشاطك البدني من جهة و رغباتك و أهدافك من جهة أخرى .
2. عقلية الحمية الغذائية تقوم على مبدأ تحقيق وزن معين هو مفتاح السعادة و الحل للعديد من المشاكل الأخرى .
أما منهج أسلوب الحياة الصحي يقوم على مبدأ أن الوزن الزائد هو نتيجة لعدّة مشاكل و ليس السبب ؛و أن معالجة هذه الأسباب مباشرة هو الحل لمعالجة المشاكل نفسها و الوزن الزائد معاً .
3. اتباع حمية غذائية يقوم على تغييرات خارجية و مؤقتة . فتبدأ بالعد و القياس و توقف بعض الأطعمة و تستبدل البعض الآخر وفقاً للنظام الغذائي المتَّبع . و تقوم ببعض التمارين لحرق السعرات الحرارية . و تعتبر أن النجاح في إنقاص الوزن سببه الحمية التي اتبعتها و ليس أنت . و ما إن تحقق هدفك ستعود لنظام غذائك السابق و سيقوم وزنك بالمثل .
أما القيام بتغيير أسلوب حياتك يعتمد على تغييرات جذرية و دائمة بما يتعلّق بالطعام و الأكل و الرياضة . ستلاحظ عندها أن السبب الرئيسي ليس ماذا أو كم تأكل بل هو كيف و لماذا تأكل . أن تناول الطعام بغفلة وباندفاع (بدون نية أو الوعي) و / أو استخدام الغذاء لترويض العواطف وصرف نفسك عن الأفكار غير السارة، هذا هو ما يحتاج فعلاً الى تغيير . تعلّم الإعتناء بنفسك عاطفيا وجسديا، وروحياً - حتى لا تقوم باستخدام الأكل من أجل حل المشاكل - أسلوب الحياة الصحي هو عملية تعلم تستمرمدى الحياة او يتغير باستمرار مع تغيرالاحتياجات الخاصة بك، وتغير الظروف .
ثانياً - إليك بعض النصائح التي تساعدك على بناء الأسلوب الصحي لحياتك :
أولاً: اتباع نظام غذائي متوازن و شامل مع مراعاة احتياجاتك الشخصية من الطاقة
كنساء في سن النضوج أجسامنا تستهلك ما يقارب 2000 سعرة حرارية يومياً والرجال يستهلكون ما يقارب ٢٥٠٠ سعرة يومياً . هذه الكمية من الطاقة توازي تماماً ألطاقة التي نحتاجها من الطعام ؛ إذا تعديتها ستخزّن على شكل دهون في جسدك . عليك الحرص على الحصول على إحتياجاتك من الطاقة من جميع الفئات الغذائية بتوازن . و هذا ما يناقض ما يتداوله الكثير من الناس أن لا تأكل الخبز أو الرز لأنه سيزيد من سمنتك . في الحقيقة إن النشويات أساسية لجسد الإنسان الذي يستخدمها كمصدر الطاقة الأساسي . كما و عليك التركيز على أهمية الخضار و الفواكه في نظامك الغذائي . بالإضافة إلى إنتقاء الخيار الأفضل من كل فئة غذائية .
ثانياً : قسّم وجباتك الغذائية على خمس مراحل ، ثلاث وجبات رئيسية (فطور ، غذاء ، عشاء ) بالإضافة إلى وجبتين خفيفتين ما بين الوجبات الرئيسية . هذا النظام سيجنّبك الشعور بالجوع و هو المحفّز الأكبر على تناول كميّات كبيرة من الطعام .
ثالثاً : تجنّب الوجبات التي تحتوي على دهون مشبّعة كالحلويات و الكيك و المقالي والمعجنات الجاهزة و الوجبات السريعة. حاولي أن تقومي بإعداد هذه الأطعمة في المنزل با ستخدام كميات قليلة من الزيت . جرب أيضاً أن توقف قلي الأطعمة بل استبدل هذه الطريقة بالشوي في الفرن . هذه الطريقة ستساعدك على تقديم طعام صحي و شهي لك و لعائلتك .
رابعاً : استبدل السمنة و الزبدة بالزيوت النباتية كزيت الزيتون و الكانولا و دوار الشمس . إن هذه الزيوت الغير مشبعة ضررها أقل على الصحة كما و أنها مصدر غني بالالأحماض الدهنية الأساسية التي يحتاجها جسدنا للقيام بعدّة وظائف عضوية .
خامساً : ممارسة الرياضة يومياً و بشكل منتظم . يمكنك ممارسة أي نوع يستهويك كالمشي أو التمارين الهوائية (aerobics) أو اللإستعانة بالآلات الرياضية . لتحافظ على وزنك الحالي عليك بالقيام بالرياضة لمدة ساعة يومياً و إذا أردتي إنقاص وزنك عليكي بممارسة الرياضة لمدّة 90 دقيقة يومياً . بالإضافة إلى التحكم بالوزن ستساعدك ممارسة الرياضة على تنشيط الدورة الدموية و تنشيط عضلة القلب مما يشكل وقاية من أمراض القلب و الشرايين . كما و أن الرياضة تساعد على التخلّص من حلة الإكتئاب و الضغط النفسي بل ستزودك بزخم و نشاط على الحياة
ًسادساً: الإ بتعاد عن التدخين بكافة أنواعه .
سابعاً: اكثر من شرب الماء، إحرص أن تتناول يومياً ٨ أكواب مياه على الأقل وحاول زيادتها بالتدريج حتى تصل ل ١٢ كوب يومياً.
ثامناً: إحرص على الحصول على قسط وافر من النوم (8 ساعات متواصلة على الأقل)
أخيراً حاول الإبتعاد عن أجواء التعصيب و الضغط النفسي و حاول أن تتعاملي مع الأمور بطريقة مرنة و هادئة لأن التوتر يودي لارتفاع هرمون الكورتيزول الذي بدوره يحفز تخزين الدهون وخاصة في منطقة البطن.
كل ما ذكرته سابقاً عيارة عن تغييرات بسيطة في عاداتك تمهد لك الطريق لحياة أفضل، قم بتغيير عاداتك واحدة واحدة في كل مرة إلى أن تصبح حياتك كلها صحية.