الغذاء المتوازن يمكنه الوقاية من أمراض عدة والمساهمة في علاج الكثير منها حسب طبيعة كل حالة مرضية. وتبدأ أغذية الوقاية كما تقول الدكتورة هيام الشاذلي خبيرة التغذية بتناول العصائر التي تمد الجسم بالطاقة والمواد الكربوهيدراتية والفيتامينات والمعادن، فعصير الليمون غني بفيتامين سي وهو الفيتامين المانع للأكسدة ويقلل من حدوث تصلب الشرايين ويمنع ترسب الكوليسترول على جدار الخلايا، والبرتقال يحتوي أيضاً على فيتامين C وحمض الفوليك، والكانتلوب يحتوي على فيتامين A,C وفيتامين E المانع للأكسدة مهم أيضاً.
ويوجد في الزيوت التي تحتوي على الزيوت كالخس وفيتامين E يقوم بتقوية جدار الخلايا وربطها في أعضاء الجسم المختلفة فيظهر الجلد ناعماً جميلاً أما فيتامين د فيقوم بعملية إدخال الكالسيوم في العظام وتقويمها ويتطلب امتصاصه التعرض لاشعة الشمس صباحاً حيث تحول الأشعة الكوليسترول الموجود تحت الجلد إلى فيتامين والذي يقوم بدوره بادخال الكالسيوم للعظام فيمنع الكساح وهشاشة العظام.
ألياف غذائية
والخضروات من أهم أغذية الوقاية لما تحتويه من فيتامينات ومعادن وألياف التي تقي من الإمساك، اما عن الغذاء ودوره في العلاج فيقول د. خالد يونس أستاذ الكبد بطب عين شمس: يمكن لمرضى الكبد تناول المأكولات الطبيعية الغنية بمضادات الأكسدة والفيتامينات مثل الفواكه والخضروات والابتعاد عن الأطعمة المحفوظة والمحمرة على درجة حرارة عالية والاعتماد على الأطعمة ذات الألياف التي تحسن من عملية الإخراج، وعدم تناول اللحوم عالية الطاقة مثل اللحم الاحمر والبط والحمام والضاني والبعد عن الحلويات والمخللات والمشروبات الغازية.
طريقة طهي الطعام
ويشير د. يونس إلى ان الطعام المطهي بطريقة الشواء أو السلق مناسب لمريض الكبد بعيدا عن التسبيك الذي يؤدي إلى تغيير طبيعة المادة الغذائية الموجودة في الاطعمة على ان يتم تناول القليل من الطعام حتى لا يشعر الإنسان بالتخمة والامتلاء الذي يزيد إحساسه بالإرهاق ويؤكد ان تناول مريض الكبد للغذاء الطبيعي والصحي يعطية الفرصة كي يخرج السموم من جسمه ويقوم بإبطال المواد السامة الموجودة في الغذاء ويحول بعضها إلى مواد نافعة.
تحسين وظائف الكبد
ومن بين الأغذية المنشطة للكبد وتساعده على تحسين وظائفه الخرشوف والفجل الذي يساعد كل منهما على إفراز مادة الصفراء ويمكنه أيضاً تناول الكرفس والحمص والزعتر والأسماك قليلة الدهون وقليل من زيت الزيتون وقطعة زبد صغيرة وتناول اللبن بدون الدسم لإنتاج الزلال الذي يخلص الجسم من الماء.
ويمكنه تناول بياض البيض المسلوق. وتجنب المواد الدهنية المطبوخة والشيكولاتة والكريمات الغنية بالبيض وجميع أنواع الخضروات ماعدا السبانخ والفاكهة ما عدا الموز والمشمش. أيضاً يجب تناول البطاطا والبطاطس مشوية أو مسلوقة واذا كانت كمية الزلال لدى مريض الكبد قليلة فلا بد من تقليل نسبة الملح في الطعام ويكثر من شرب الماء.
ضغط الدم
أما مريض ضغط الدم المرتفع فتغذيته العلاجية تعتمد كما تقول الدكتورة سحر العقبي أستاذ علوم الأطعمة بالمركز القومي للبحوث على تناول البصل والثوم حيث ثبت ان المادة الفعالة فيهما تمنع ترسب الكوليسترول في الشرايين والذي يؤدي إلى منع ضيق الشرايين وتصلبها.
كما يجب مراعاة ان تصل السعرات التي يحتاجها مريض الضغط المرتفع من 2200 ـ 2400 سعر حراري والملح أقل من 3 غرامات يومياً والابتعاد عن الدهنيات وتناول الفيتامينات خاصة C والتركيز على الطعام الذي يحتوي على البوتاسيوم والماغنسيوم وعلى اليود الموجود في اعشاب البحر والمأكولات البحرية.
كما ان التفاح مفيد جدا لمرضى الضغط لاحتوائه على حوامض عضوية تقاوم ارتفاع ضغط الدم وايضا العنب ويراعى تخفيض الكمية المتناولة عند إصابة مريض الضغط بمرض البول السكري. أيضاً الكمثرى فاكهة تساهم في خفض مستوى ضغط الدم خاصة للنساء.
وتناول عسل النحل يقاوم ارتفاع ضغط الدم إضافة إلى عمله كملطف لعضلة القلب والكرفس والبقدونس من الخضروات المهمة لمريض ارتفاع الضغط ويمكن لهذا المريض أن يتناول ايضا الذرة والقمح واستخدام زيت الذرة في الطبخ وينصح بتناوله لكمية قليلة من الخل العادي أو خل العنب أو خل التفاح مع مزجه بالماء وأيضاً تناول حبتي خردل مطحونتين قبل بدء الوجبة مباشرة. كما يمكنه تناول مشروب ساخن مضاف إليه ملعقة صغيرة من زيت حبة البركة.
السكري
أما مريض السكري الذي يعالج بالاقراص ولديه زيادة في الوزن فيحتاج لنظام غذائي لانقاص وزنه والنجاح في ذلك كما تقول الدكتورة ايناس شلتوت استاذ السكر بالقصر العيني سينقص بالطبيعة مستوى السكر بالدم. وقد يتم الاستغناء عن العلاج بالأقراص بعد فترة يتم فيها ثبات الوزن.
ولابد لمريض السكري ان تكون تغذيته العلاجية بالألياف والموجودة بكثرة في الخضروات الطازجة والبصل والذي يحتوي على مادة «جلوكولينين» وهي الأنسولين النباتي. كما يمكنه تناول قطعة لحم لا تزيد على 100 غم وتقنين تناول الفواكه المسكرة ويمتنع عن السكريات عدا الفاكهة المسموحة والنشويات.
كما يمكن لهذا المريض ان يضبط مستوى السكر بالدم بتناوله للجبن القريش مع زيت الزيتون والفاصوليا الخضراء ورؤوس الفجل التي تخفض السكر بنسبة 20% والترمس الذي يخفضه من 20 ـ 30% وأيضاً الكرنب والطعام الذي يحتوى على الكبريت. وتناول نبات البردقوش واللفت البلدي الذي يمتص السكر من الأمعاء. اما مرضى هشاشة العظام فيمكنهم كما تقول الدكتورة عفاف عزت عباس أستاذ الكيمياء الحيوية تناول منتجات الألبان خالية الدسم للحصول على الكالسيوم ويحتاج هذا المريض للمشي في الصيام أو بعد الظهر للحصول على فيتامين د.
التهابات المفاصل
أما مرضى التهابات المفاصل فيمكن علاجهم عن طريق تناول الخضروات النيئة ماعدا اللفت واللوبيا مثل الثوم والكرنب والسبانخ والبقدونس والبصل ويتجنبوا الطماطم لانها تحتوى على كمية كبيرة من الأملاح ويمكنهم أيضاً تناول الفول والحمص والعدس وكمية قليلة من اللحوم وكميات قليلة أيضاً من الزبدة النيئة فهي ضرورية لمرضى التهاب المفاصل.
وأيضاً زيت الذرة والجوز والزيتون والزيت المستخرج من الزبيب والبعد عن الفاكهة التي تحتوي على أحماض كالمشمش والتفاح والكرز والتين. كما يمكن لهذا المريض ان يتناول كميات كبيرة من المياه بين وجبات الطعام وينصح له بشرب الشاي الخفيف خاصة الأخضر.
علاج الإمساك
وتشير د. عفاف إلى انه يمكن علاج حالات الامساك عن طريق شرب كوب ماء دافيء على الريق لغسيل المعدة وتناول برتقالة بأليافها أو كوب ينسون أو كوب جريب فروت الذي يعمل على إذابة الدهون في الجسم كما ان استخدام «الخردل» يؤدي إلى دفع الدم في جميع أجزاء الجسم ويمكن وضع كمية بسيطة على السلاطة مع الخل وزيت الزيتون مما يؤدي إلى كفاءة الدورة الدموية للجسم.
ويدخل الجزر الأصفر في كل برامج التغذية العلاجية التي تقدم للمرضى وهو غني بمضادات الأكسدة العالية ويحتوي على «الكاروتين» وهو علاج للتلوث البيئي والتسمم الداخلي في الجسم اما الطماطم فهي تحتوى على فيتامين b-c وحديد وبوتاسيوم وتحتوي على مادة «ليكوبين» وهي الصبغة التي تعطيها اللون الأحمر وهي تنتمي للببتاكاروتين المضاد للاكسدة ولا تقل قيمة هذه المادة بالطهي بالعكس تتحول بفعل النار إلى مادة سهلة الامتصاص يستفيد منها الجسم.