المرأة والرجل شخصيتان مختلفتان ، فكلٌّ منهما له أفكاره واحتياجاته ، ويختلفان أيضاً في تفسير روابط العلاقات كـ (الحب ، الود ، التقدير ، الاحترام إلخ...) ، وعندما تبدأ أي علاقة بين رجل وامرأة فلا بد من اختلافات عديدة ، فهما من جنسين مختلفين ، ومن أسرتين مختلفتين ، وقناعات مختلفة ، وطموحات متباينة أيضاً ، وبالتالي .. فإن هذا الاختلاف أساسي وطبيعي ، ومن هنا يبدأ تطبيق التفاوض والاتفاقيات بين الشريكين والتي يراها كل منهما من جانبه انه هو الصواب ، ويفعل كل هذا من أجل ضمان سير سفينة الأسرة بأمان وهدوء قدر الإمكان ولكن من دون فهمه للطرف الآخر والتي ربما هي سبب أغلب المشاكل بين الطرفين ، أي "كيف يفسرها المتلقي" .
على سبيل المثال .. يظن الرجل أنه يحرز نقاطاً كبيرة مع المرأة عندما يقدم لها شيئاً عظيماً ، شراء سيارة أو اصطحابها في إجازة ، ويفترض بأنه يحرز نقاط أقل عندما يقوم بفعل شيء بسيط ، مثل فتح باب السيارة لها ، شراء وردة أو ضمها ، وبناء على هذا النوع من تدوين النتائج فهو يعتقد بأنه سيرضيها أفضل إذا ما ركز وقته وطاقته وانتباهه نحو تقديم شيء ضخم لها ، ولكن .. هذه المعادلة لا تنفع ، لأن النساء يقمن بتدوين النتائج بطريقة مختلفة. أيها الرجل .. ضع في بالك مهما كان كِبر أو صِغر حجم هدية الحب فهي تساوي نقطة واحدة عند المرأة ، فتفسير الهدية لدى المرأة لا يعتمد على قيمتها ولا حجمها .. وهنا ،، إن كان الرجل لا يفهم هذه المعادلة سوف ينتج عنه سوء فهمه للمرأة ، وسيعتقد بإنها لم تقّدر هديته لها ، وحينها تحدث المشكلة .
والذي لا تعرفه النساء عن الرجال هو أنهم كثيراً ما يحتاجون إلى سبب لكي يتكلموا ! والمشكلة أن المرأة تقوم في أحياناً كثيره بتوجيه اسئلة مباشرة للرجل ، وفي الجانب الآخر يفسرها الرجل بأنه تحقيقاً وهجوماً. سيدتي .. الرجل لا يحتاج إلى اسئلة لكي يتحدث وإنما يحتاج الى مبادرة من المرأة بالحديث معه وتلقائياً سيبدأ هو بالانفتاح والتداخل في حوار معها ، وإن كانت مبادرة المرأة بالحديث لا تنفع مع الرجل فالخلل في اسلوب حوارها معه حينما تتحدث كثيراً عن مشاكل يومها ، فـ الرجل حين تتحدث المرأة عن المشاكل هو يراها هجمات توجه له ويعتقد بأن الخطأ منه وأنها تلومه على ذلك ! دائماً لابد أن نضع في بالنا بأن الحديث فن ، وإن لم نعي كيفية استخدامه بالطريقة الصحيحة مع من حولنا فسوف نتوه مع انفسنا ومع من يستمع إلينا.
بعض الأحيان يكون تعبير المرأة للرجل "لا يهمني أمرك" بمعنى: "يهمني أمرك جدا".. ومثال على ذلك حينما تقول المرأة للرجل "أنت لم تعد تحبني"! مقصدها من هذه الجملة هو: حبك لي ما عاد كالسابق ، اخاف شيء بداخلك وهو يبعدك عني ، أنا متأكدة بأنك تحبني وتعمل لأجلي الكثير ، وأريدك أن تعلم أن سبب بوحي لهذي الكلمة هو شعوري بعدم الأمان ؛ فـ هل يمكنك أن تعيد لي الاطمئنان على حبك وتهمس لي بتلك الكلمتين الساحرتين .. أنا أُحبك ؟؟
هذا هو معنى تلك الجملة ، ويجب على الرجل أن لا يتسرع في فهم كلمات المرأة ، فبعض من تلك الهجمات الي تنطق بها المرأة معناها عكس ظاهرها تماماً ، هي وجهت تلك الكلمات للرجل من حب واهتمام وخرجت من مشاعر مكسورة تحتاج الى تجميعها واحتضانها من جديد ، ولكي تستمر العشرة بيننا يجب علينا أن نتسامح ونغض الطرف عن بعض الأخطاء الصغيرة ونطلق سراح الماضي والعواطف السلبية المصاحبة له ، ويجب أن نتذكر ما استوعبناه من دروس حتى نتمكن من مواجهة المواقف المشابهة وأن نتمكن من التصرف بالطريقة صحيحة ، ففهمنا للطرف الآخر يجعل من حياتنا رائعة ، وكل لحظة ننصت فيها إلى شريكنا فـهي وسيلة لفهم ما بداخله ، ولتعلم المرأة بأن لها قدرة عجيبة في تغيير المعنى المراد من تصرفاتها متى ما أرادت وكيف ما شاءت ! ولو انها استطاعت أن تكون زوجة رومانسية ونجحت في أن تجعل زوجها رومانسي تكون قد كسبت كل شيء.
هكذا هي أذواق الرجال من النساء تختلف وتتعدّد بين أهواؤهم ومتطلّباتهم في مناحي الحياة ، وهذا لا يعتبر خطأ يجب تغييره ، هي شخصيات نشأ عليها كل منهما في بيئته الخاصة ، بل يجب ايجاد اشتراكات متجانسة في آرائهم ، وهذا يأتي من تركيزهم على أوجه التوافق بينهم ، والسعي إلى تغيير مزاجهم إلى الأفضل بمجرّد تحوّل الحديث عن هذه الأمور ، لذلك يجب علينا ان نفهم شخصية الآخر ومتطلباته لنحتضن عاطفته من الداخل ، وعلى الرجل والمرأة أن يعلما ما يحبه الآخر من صفات يجب توفرها في شريكه ، حتّى يتجنّب الصفات غير المرغوبة ، وتنتشر بينهما الألفة والمودّة ، وتدوم العلاقة بينهما بشكلٍ جيّد.
بقلم: م.موسى الخالدي
كاتب في مجال: الحياة والمجتمع
Twitter:@Moosa_Alkhaldi
Insta:@Eng_Moosa_Alkhaldi