علميًا انه كل شخص فينا تمر به افكار في عقله الباطن لا تقل عن ستين الف فكرة يومياً وهذه الأفكار تؤثر في شعورنا ان كانت جيدة سيكون شعورنا جيد وان كانت سيئة سيكون شعورنا سيئًا. للعقل الباطن قدرات عجيبة ومذهلة؟ يمكن الاستفادة منها إذا ما حددت له المسار الذي تريد أن يعمل فيه بكامل طاعته لك، فكأنما يقول لك "ستجدني إن شاءلله من الصابرين ولن أعصي لك أمرا" فهذا العقل عندما تعطيه تصور قوي عن ذاتك، هو يصدق ذلك ويعطي ذاتك القوة والأرادة، وإذا ما قمت بتغييرها فإنك ستصبح شخصًا مختلفًا تمامًا وتتغير حياتك كليًا.
فقانون الجذب كفيل بجذب اي فكرة تطرأ في بالك ولا يخفى عليك ان هذا القانون هو قانون يرتبط بالطاقة الكونية وهذا هو السر الذي يجعلك تجتذب ما تفكر به في حياتك من امور "المال، الصحة، العلاقات، السعادة" وفي كل تفاعل تقوم به مع العالم.. لن تتصور مدى قوته ألا ان اتبعت الشروط التي تعلمك طريقة عمل هذا القانون حتى تفعله لصالحك ويساعدك فهم محتواه بشكل اعمق واوسع وبذلك يجعلك تجذب ما تريد بطريقة مدروسة ومفهومة.
كيف يعمل هذا القانون؟
دائماً اجعل من نظرتك للحياة ان تبحث عن الإيجابيات، والأشياء التي تشعرك بالرضى لامتلاكها لأن شعورك بالرضى يحسن من الحالة المزاجية التي تمر بها وهذا بدوره يعدل من ال60000 فكرة التي تطرأ في عقلك اللاواعي في اليوم الواحد والتي من شأنها ان تجذب لك بقانون الجذب كل ماتتمناه أن كانت افكار ايجابية، وان كانت افكار سلبية فسوف يكون العكس تمامًا اي ستجذب لك كل فكرة سلبية تفكر بها إلى حياتك وما هي حياتنا ألا من نواتج الأفكار التي نفكر بها.
هنا يجب عليك ان تراقب "شعورك" لأنه يعكس افكارك وحتى تساعد نفسك من تغيير الأفكار السلبية التي تعود عقلك اللاواعي التفكير بها، عليك في نهاية كل يوم بكتابة او التفكير بـ ثلاثة أشياء سارت على ما يرام أو جعلتك تشعر بالرضى، ستشعر براحة تعتليك وسترغب في اليوم الذي يليه بأنجازات اكثر، وهنالك طريقة أخرى اتبعها وهي اقتناء حيوان محبب لك وهذا يسهل الطريق لتحسين من مزاجك بطريقة غير واعية، فشعورك بالحب مع اي كائن كان كفيل بتعديل مزاجك، وبالطبع هنالك عوامل أخرى روحانية يتوسع فيها المجال وما احادثكم عنه من المنظور العلمي فقط، يعني تطبق الشروط والأحكام.
والبعض سوف يجيب بأنه لا يفكر بطريقة إيجابية ولكنه مع ذلك يحصل فيه حياته على ما يتمناه! نعم هذا صحيح لأن قانون الجذب فعال في داخل كل شخص فينا من غير تفضيل، فهذا الشخص الذي يفكر بطريقة سلبية سوف يحصل على ما يتمناه ولكن بجهد مضاعف عكس الذي يفكر بطريقة إيجابية. تخيل الحياة مثل نهر سريع الجريان. عندما تعمل بجد لكي تجعل شيئًا ما يحدث سيبدو الأمر كما لو أنك تسبح ضد تيار مجرى النهر. سيبدو الأمر مثل صراع ومعركة. أما عندما تعمل بأريحية لكي تتلقى الكون وتفكر بأيجابية، سوف تشعر كما لو أنك تطفو مع تيار مجرى النهر. سيكون أمراً لا يتطلب أي جهد. فالشخص ذو التفكير الإيجابي سوف يطفو مع تيار الكون والحياة. وهذا سيجعلك تشعر بأحساس رائع وانت تقوم بالفعل حتى لو كان مجهداً لأنك تسبح مع التيار وتحصل على ما تبتغيه بسهولة. سوف تسترجع عندئذ ما مضى وترى روعة الطريقة التي حملك بها العالم لما أردته، وأيضًا الطريقة التي جلب بها ما أردته.
هكذا يجب عليك ان لا تفكر بطريقة سلبية، وقبل هذا التفكير ابحث عن اي شيء اعطاك الله ياه واحمده على ذلك، لكي لا تكون من الذين لا يقدرون ما لديهم، حاول أن تكون من الذين يرون نصف الكوب الملآن بدلاً من نصف الكوب الفارغ، وفقط يتطلب منك هذا تحولاً في المنظور التشائمي الى المنظور الإيجابي. نعم يمكنك القيام به من خلال بذل جهد إدراكي يمكنك تدريب نفسك لتكون أكثر إيجابية في الحياة. غالباً ما تكون المشاكل مسألة منظور. إذا قمت بتغيير منظورك للأمور قد ترى وضعك من وجهة نظر أكثر إيجابية ومنها تحقق كل ما تبتغيه نفسك قبل ان ترحل عن هذه الدنيا.
وكما قال الرسول الكريم - صلوات الله عليه: لا تستبطئوا الرزق، فإنه لم يكن عبد ليموت حتى يبلغه آخر رزق هو له، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، أخذ الحلال وترك الحرام» ولا تنسوا لاننا مُسلِمون! ينبغى لـ الإبتسامة أنْ لا تُفارق ملامحنا حتّى لو بلغتْ همومنا عنان السماء بسبب مشاكلنا، فقط فكر فيما تريد وادعوا الله مخلصًا متيقنًا بالأجابة.
بقلم: م. موسى الخالدي
كاتب في مجال: الحياة والمجتمع.
Twitter:Moosa_Alkhaldi
Insta:Eng_Moosa_Alkhaldi