التغيير هو عملية تحول من حالة أنت عليها الى حالة أخرى تطمح لها على حسب أختيار الشخص أن كان التغيير للأدنى أم للأفضل ، وهنا سأتحدث عن التغيير من حالة راهنة الى حالة مستقبلية أفضل وهو ما ينمي الفرد ويطور من انتاجيته وهذا هو التغير المحمود وقال الله في كتابه العزيز { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } (سورة الرعد: من الآية 11)
لابد أن يكون التغيير نابع من داخل الشخص فإذا ما تغير ذلك فأنه ينعكس على السلوك الخارجي للفرد ويبدأ تدريجياً في التجديد شيئاً فشيئاً ، على سبيل المثال: بدأت بريجيم معين ، أبدا فيه بالقليل من المشي ثم أعطِ لنفسك مراحل وقس أنت على ذلك في جميع أمور حياتك وكلما تنجز مرحلة تنتقل للمرحلة التي تليها وهكذا أنت بطريقك الى النجاح والتغيير للأفضل .
والتغيير يبدأ من الآن لا تسوف أعمالك الى بعد حين ، لا تقل سوف أبدأ في بداية السنة الجديدة أو بعد أسبوع أو عندما تسنح لي الفرصة !! ، متى يا ترى سوف تسنح لك الفرصة للبدأ وأنت لم تعطي لنفسك المجال في البدأ للتغيير ! ، لا تقل سوف عسى أين وليت فالتغيير يحتاج الى همم موارة و فتكات جبارة وبعدها ستنال المجد بجدارة فتوكل على الله وابدأ بتغيير نفسك ولا تنسى أن تزرع الهمة و الإرادة بداخلك وكن شجاعاً وقاوم شهوتك ، قل لنفسك كفى ركوداً لا مكان في الحياة لأكون كسولاً ولا مقعد في حافلة الدنيا للمخذول ، فكر بالنتيجة النهائية "انتوني روبنز" بكتابه أيقظ قواك العقلية بأول فصوله يقول: إذا أردت التغيير بأي أمر فكر بالنتيجة النهائية التي أردت من أجلها التغيير وأيضا بالأفكار التي تحصل عندما لا تريد التغيير .
على سبيل المثال : إذا اردت ان تبدأ بريجيم ولكن لم تستطع ، تحدث مع نفسك وقل: ماذا أستفيد من التغير؟ سوف يصبح جسمي صحياً و خالياً من الأمراض وسوف يصبح منظري أجمل. وأيضا فكر ماذا سأستفيد إن لم أبدا بالريجيم؟ سوف أسمن أكثر وأصاب بأمراض في القلب ومنظري سيء وهكذا ، فكر بالنتيجة النهائية وسوف تستشعر الأحساس بداخلك يتحدث معك ويبدأ في تأنيبك عندها ستستشعر النقص الذي بدر منك .
فكم من البشر يرغبون في التغيير ، تغيير روتين الحياة الممل ، تغيير في اسلوب الكلام ، تغيير في السلوك ، تغيير في المظهر الشخصي ، تغيير في العمل وغيرها من التغييرات وكلها بالعمل سوف تغيرك نحو الأفضل بتقسييم أوقاتك والبدأ بها .
الجميع يريد التغيير نحو الأفضل وأن يصبح فرداً متميزاً ولكن البعض يفشل في التغيير ولا يتحمل الأستمرارية ، والسبب أنه لم يدرك كينونته والحياة دون إدراك الكينونة هي بلا أساس وبلا معنى وبلا نفع ، لذلك إن الكينونة هي أساس الحياة وهنا في هذه الحالة يجب أن يراجع كينونته ويدرك ذاته وما هو راغب في الوصول اليه .
ويجب عليك يا عزيزي أن تتصالح مع عقلك الباطن ، نعم تصالح معه ازرع الأفكار الإيجابية وقل إني قادر ، فعقلنا الباطن مثل المزرعة نحصد ما نزرع ، ازرع الإيجابيات وقل لنفسك كل يوم بإنك قادر على التغيير والعمل الإيجابي فالمؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف .
حاول أن تنسى الماضي ولا تبكي عليه ، ابدأ صفحة جديدة اصرخ بصوت عالي وقل أنا تغيرت اكتب كل ما ترغب في تغييره وابدأ واحد تلو الآخر وسوف ترى التغيير يواكب حياتك ، ابدأ من الآن .
وفي الختام تذكر بأنه لا شيء مستحيل و أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لتغيير أقوالنا ، وأعمالنا ، ونوايانا ، وجميع شأننا إلى ما فيه الصلاح ، والفلاح ، والنجاح ، والحمد لله رب العالمين .
بقلم: م. موسى الخالدي
كاتب في مجال: الحياة والمجتمع
Twitter: @Moosa_Alkhaldi
Insta: Eng_Moosa_Alkhaldi