الحب والحنان بين الأزواج

moosa_alkhaldi

أرسل إلى صديق

إذا كنت مشترك من قبل إنقر هنا للدخول إلى حسابك.  إنضم الان للحصول على حساب مجاني
{ ومن آياته أن خلَق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودَّة ورحمةً إِنَّ في ذلك لآيَاتٍ لقوم يتفكَّرُون }

المودة والرحمة هي ساس كلِ العلاقات وهي منبع الحنان وصلة القلوب ببعضها البعض ، فلا علاقة تتوج بغير هذه الأعمدة ألا العلاقات المحرمة فهي لأشباع الغريزة فقط , فالحب أساس كل خير يساق اليك وهو شعور مقدس من رب العباد , هو رأس العلاقات الزوجية الناجحة.

والحنان كلمة من الكلمات المدهشة في قاموس المشاعر الإنسانية ، وقد ورِدت كلِمة الحنان في القرآن الكريم عن أحد أنبياء الله ، قال الله تعالى عن يحيى عليه السلام في سورة مريم { وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا } ، فالحنان صفة تتسم بالتعقيد والثراء والتركيب ، لابد أن تكون العلاقات الزوجية تتسم بهذه التركيبة لتقوي العلاقة وتثبتها , فالحنان رحمة ولكنه ليس رحمة فحسب ، ان الرحمة رقة تعتري الإنسان وتحركه إلى قضاء حاجة إنسان أخر ، ولكن للحنان معنى أوسع من مجرد الرقة ، هو رقة تنحني بالقوة على الضعف فتؤثر عليه وتسنده وتقويه.

الحنان معنى كبير يتصل بالكون ذاته ، هو معنى كوني وعلم شمولي يشيع في نسيجه حب عميق للكائنات ورحمة ، وهو درجة من درجات الحب التي يؤتاها الأنسان مباشرة من الله , ومثلما أوتى العبد الصالح في قصة موسى علما من لدن الله ، فكذلك أوتى يحيى عليه السلام حنان من لدن الله.

ومن المدهش أن الحنان رغم ثرائه وتركيبه وتعقيده , صفة تحملها المرأة أحيانا أكثر مما يحملها الرجل ، وتطيقها المرأة أكثر مما يطيقها الرجال رغم قوتهم , وأعظم مجال للحنان عند المرأة هو مجال الأمومة ، ومجال الزواج , ان ما تؤديه الأم لأبنائها دون قصد أو إرادة يبلغ درجات من التضحية لا يقدر عليها رجال كثيرون رغم القصد والإرادة.

وما تؤديه الزوجه لزوجها في مجال الحنان هو الذي يجعل الرجال يخوضون أعظم المعارك من أجل القيم العليا دون تضرر ، وهو الذي يجعل الرجال يتحملون أنواء الحياة ومتاعبها صامدين.

ماهو السبيل إلى كسب صفة الحنان وممارستها في الحياة ؟

إن الطرق التي تؤدي إلى الحنان كثيرة ومتعددة ، فالحنان معنى كوني يستوجب الوقوف أولا بين يدي خالق الكون بعد ذلك يرق القلب الإنساني ويعرف هذا الشيء الرائع الذي يسمونه الحنان . وهنا في العلاقات الزوجية التعامل مع الطرف الاخر من خلفية المشاعر الإيجابية لا الافتراضات السلبية العشوائية , يعزز احساس الود والأمان , فأن أحس الطرف الآخر بالأمان أتجاهك فسيؤدي كل الواجبات المتطلبة لك , فهناك أحتياجات ورغبات و واجبات لابد أن تتحكم فيها وتديرها قبل كل شيء لأستمرار الحب والحنان بينكم.


بقلم: م. موسى الخالدي
كاتب في مجال: الحياة والمجتمع
twitter: @Moosa_Alkhaldi
Insta: Eng_Moosa_Alkhaldi
BBM PIN:75c45c4a

التعليقات

هل ترغب في إضافة تعليق؟

إذا كنت مشترك من قبل إنقر هنا للدخول إلى حسابك.  إنضم الان للحصول على حساب مجاني

    © جميع الحقوق محفوظة، كل بيت ٢٠١٤