تقنيات واستعباد

family_sciences

أرسل إلى صديق

إذا كنت مشترك من قبل إنقر هنا للدخول إلى حسابك.  إنضم الان للحصول على حساب مجاني
منذ سنوات قليلة ماضية , اقتحمت حياتنا تقنيات اتصال حديثة , التي أسرت العقول , وفتنت النفوس , وأسرت مبادئ وقيم , وجرفت الأفكار المتناقضة والمرفوضة , وخلقت الصراع داخل الأسر , وزادت من الاضطرابات النفسية من قلق وتوتر , حتى أصبح الناس صغار وكبار أسرى ومستعبدون لتلك الأجهزة , وأصبحوا لا يستطيعون الاستغناء عنها أو التوقف للحظات حتى لا يتعرضون للتوتر والاضطراب النفسي جراء ذلك , فأي استعمار فكري تكنولوجي نعيش فيه .

وليس الأمر متوقف عند هذا الحد , بل شغلتنا كثيرا تلك الأجهزة التي يطلق عليها الذكية عن مزاولة حياتنا الطبيعية , حيث أصبحنا مصطنعين كل شيء , في علاقاتنا الاجتماعية وتربيتنا لأبنائنا ونمط معيشتنا , وعدم قدرتنا على حل مشاكلنا , وحبنا لأقرب الناس إلينا .

فالخيانات الزوجية زادت وأصبحت سهلة وميسرة ولا يعيبها أو يردعها شيء مما قلل من الممارسات العاطفية بين الرجل والمرأة , ومن ناحية أخرى إثارة الرأي العام وخلق الصراعات والمشاحنات والمناوشات بين الطوائف والقبائل حول قضايا مختلفة في أصلها وأبرزها السياسية .

كذلك زادت من الفضائح , والتشهير بالأعراض وعدم التقليد بعرض الناس وشرفهم دون تفكير وتريث والرجوع للدين والخلق , المهم بالأمر اشباع الفضول , والمساهمة بنشر ما واصل ومتاح دون أي حرج وعليها فساد الأخلاقيات .

كذلك ما ساهمة الانفتاح الكبير على العالم الغربي الشيطاني , الذي تمكن من فتك قيمنا وأخلاقياتنا وديننا وأصلنا , واقتحم كل أسرة عربية اسلامية .

ورغم كل ما سبق ومع علم الجميع بالعواقب السالفة الذكر , نبقى أمة نائمة يعتريها الكسل والشرود والهوس والصراع من أجل المال ، من أجل اللهو والمرح وعيش الغرور والفخر , دون إدراك أو وعي بذلك المرض الخبيث الذي أصابنا , نعيش في صخب المشاكل الحياتية وغير مدركين ما السبب .

فلا بد من التوعية والترشيد في استخدام ذلك الشيطان الصغير , ومراقبة أبناءنا وإرشادهم وتوعيتهم بما يحدث حولهم , وإعطائهم الفكر السليم لأجل بلورة شخصية سليمة , بعيدة عن العقد واختلاط الصح بالخطأ , والوازع الديني أقوى رادع للذات البشرية .

التعليقات

هل ترغب في إضافة تعليق؟

إذا كنت مشترك من قبل إنقر هنا للدخول إلى حسابك.  إنضم الان للحصول على حساب مجاني

    © جميع الحقوق محفوظة، كل بيت ٢٠١٤