أسطورة العطاء

الاستاذ_سلمان_الكندري

أرسل إلى صديق

إذا كنت مشترك من قبل إنقر هنا للدخول إلى حسابك.  إنضم الان للحصول على حساب مجاني
العطاء عمل حر لا يحده قالب وهو روح نقية حلوة تتحرك في كل مكان في الشارع وعلى الرصيف في المدرسة أو الجامعة أو في مواقف الحافلات وصالات الانتظار في المطار..
أن ترصف جزءا من الشارع هو عطاء ..
أن تشتري قلما لطفل يتعلم القراءة والكتابة هو عطاء..
أن تقدم كأسا من ماء بارد لعطشان هو عطاء..

إن بهجة العطاء تفوق لذة الأخذ فالأولى روحانية خالصة والثانية مادية بحتة! ومن الصعب على عقل مادي أن يتقن معادلة العطاء السعيد لأن التلذذ بالأخذ يشترك فيه معظم البشر أما التلذذ بالعطاء فلا يعرفه سوى العظماء الذين يتمتعون بتلك اللذة الروحية بعطائهم.
أليس العطاء إذا هو ثمن الحب الأصيل؟

المحبون يغدقون من أحبوا بألوان العطاء في اتجاه معاكس لطبيعة النفس البشرية المجبولة على الأخذ فيأتي هذا العطاء ليكسر هذا الطغيان المادي في الإنسان لينقله لعالم روحاني أرقى وأروع هذه هي فاتورة الحب الأصيل
سفير العمل الخيري د.عبدالرحمن السميط - رحمه الله – هو أسطورة في العطاء حيث أسلم على يديه اكثر من 11 مليون إنسان وبنى ما يقارب 5700 مسجدا ورعى 15000 يتيما وحفر 9500 بئرا في القارة الأفريقية بذل وأعطى من وقته وصحته وحياته للدعوة فكسب تلك المشاعر الممتنة ممن أمدهم بعطائه الفذ.

وما أن يدمن الإنسان العطاء حتى يتملكه شعور روحاني بأنه يستمد من رب العزة أروع صفاته وأسماها " الجود والكرم والعطاء" فاليد المعطاءة وحدها القادرة على نقلك إلى عالم الروح الواسع.
"المتعة الحقيقية في الحياة تتأتى بأن تنصهر قوتك الذاتية في خدمة الآخرين بدلا من أن تتحول إلى كيان أناني يجأر بالشكوى من أن العالم لا يكرس نفسه لإسعادك" جورج برناردشو.

لذلك جرب أن تشارك ذوي الاحتياجات الخاصة بيوم مليء بالأنشطة أو سافر لتساهم في توزيع المعونات والأدوية والمواد الغذائية لللاجئين أو خصص أوقات تتبرع فيها بالدم تنقذ بها روحا أو قرر أن تمنح هدية لصديق أو تلبي له حاجة أو تنجز له مهمة أو زر مريضا وقدم له باقة من الزهور الجميلة أو فكر في الانخراط في إحدى المجموعات التطوعية لتنظيف الشواطئ أو رعاية المحتاجين أو العمل الإغاثي..إلخ حينها ستشعر بلذة العطاء حينما تعطي من وقتك وجهدك ومالك ولا تنتظر مقابل مادي في الدنيا بل تستمتع بتلك اللذة الروحية والمشاعر الجميلة التي تنتابك .
هذه المعادلة المتزنة في العطاء هي من جوهر الدين ولو فهم الناس المضامين الاجتماعية في ديننا لتحول العطاء إلى خلق وقيمة وحركة تنموية ناشطة في المجتمع.

التعليقات

هل ترغب في إضافة تعليق؟

إذا كنت مشترك من قبل إنقر هنا للدخول إلى حسابك.  إنضم الان للحصول على حساب مجاني

    © جميع الحقوق محفوظة، كل بيت ٢٠١٤