عاد مستهلكون خليجيون لحليب النوق الذي كان سائدا لفترة، بعد الرواج الواسع الذي امتاز بها حليب الأبقار في منطقة الخليج، بالرغم من افتقار مكوناته الغذائية. وحسب دراسات علمية، فقد ثبت أن 90 بالمائة من حليب الناقة عبارة عن ماء، حيث يحتوي على سعرات حرارية أقل من حليب الأبقار، ومن ثم يقلل من احتمالية الإصابة بالسمنة.
وفي ذلك يقول محمد جليل مدير قسم المبيعات في سلسلة متاجر سبينيس بدبي، إن حليب النوق دخل أسواق دولة الإمارات منذ حوالي ثلاث سنوات، وكان مقتصرا على محلات معينة، إلا أنه يعرض حاليا في معظم المتاجر الغذائية، مسجلا تحسنا مستمرا، ويضيف "في البداية كان يقتصر الطلب عليه من قبل السكان المحليين، بينما يسجل الآن إقبالا لدى المستهلكين الأجانب." ويذكر جليل أن الكمية كانت قليلة ومحدودة في السابق، بحيث ينفذ عدد المنتج بعد أيام، ويقول "أعتقد أنه تم استيراد نوق من خارج الدولة لاستيعاب زيادة الطلب." ويتوقع جليل أن يؤدي خفض سعر المنتج حاليا إلى زيادة رواجه، مشيرا إلى ضرورة الإكثار من الحملات التسويقية، لأنه "صحي"، بحسب رأيه.
للحليب الطازج عدة فوائد و يقسّم متناولي حليب النوق، الحليب إلى نوعين:
طبيعي: وهو الحليب الذي يتم الحصول عليه مباشرة من المزرعة
مصنّع : وهو الذي يمرّ بعملية (بسترة) في المصانع.
وتقول ميثاء الغرير وهي إحدى متناولي الحليب بنوعيه، إن الحليب المصنّع يتعرض إلى عملية بسترة تفقده المذاق الأصلي وقيمته الغذائية، بينما المنتج الطبيعي له مذاق أقوى.
ويلجأ أهل الإمارات إلى تناول حليب النوق ضمن تقاليد معينة، وذلك بإضافة بعض النكهات الخاصة، وبحسب ميثاء فيمكن تحسينه "بإضافة الزعفران أو الزنجبيل، وهذه هي الطريقة التقليدية." في حين تفضل خديجة الخاجة الطالبة في كلية التقنية بدبي، الحليب الصناعي، وذلك لخلوه من الرائحة النفاذة والمذاق القوي اللذين يميزان "الطبيعي"، وتضيف "لذلك لا أفكر في شرب المنتج الطبيعي مرة أخرى." بينما ترفض زميلتها لطيفة الفلاسي فكرة تذوق حليب النوق على نوعيه.
وتعتبر شركة مزارع العين لمنتجات الألبان في دولة الإمارات المصدر الوحيد لحليب النوق في الإمارات، فهي أول من أدخل المنتج إلى السوق المحلي عام 2001. وبعد نجاح المشروع قررت الشركة زيادة كمية الإنتاج تلبية لزيادة طلب المستهلكين وفي سبيل ذلك زادت عدد النوق في المزرعة من 30 ناقة إلى 120 حاليا، ومن ثم فقد تم زيادة إنتاج حليب النوق من 500 إلى 2500 لتر يوميا.
للجمال في الخليج عدة استخدامات ويقول مساعد المدير العام عبدالله الحوسني "قررنا زيادة الإنتاج إلى خمسة أضعاف، لنلبي احتياج السوق،" وتعتبر دولة الإمارات ثالث دولة عربيا في إنتاج حليب النوق بعد السعودية وموريتانيا. وبحسب الأخصائية في مختبر أبحاث الطب البيطري المركزي في دبي رينات رينري، فإن لتربية النوق فوائد تتعدى الحصول على الحليب، وتقول "أتمنى أن أقابل هيئة الأمم المتحدة للغذاء والزراعة ومنظمة الصحة العالمية، لإقناعهم باستخدام الجمال للسيطرة على المجاعة في أفريقيا، وذلك بإنتاج الحليب والجبن واللحم والجلد." وتضيف "الجمال لا تحتاج إلى الكثير من الرعاية أو الماء أو حتى الطعام، فهو الحيوان "المثالي" للشعوب التي تعاني من المجاعة. وتشير رينري إلى أن حليب النوق يحتوي على نسبة مكثفة من الأنسولين وفيتامين C، كما يعزز من فعالية جهاز المناعة، وينصح الأشخاص الذين يعانون من نقص اللاكتوز باستهلاكه، كما أن حليب الناقة لا يسبب حساسية اللاكتوز التي يسببها حليب الأبقار، وهو يقوّي جهاز المناعة.