فلنتدارك ابنائنا

moosa_alkhaldi

أرسل إلى صديق

إذا كنت مشترك من قبل إنقر هنا للدخول إلى حسابك.  إنضم الان للحصول على حساب مجاني
الأبناء هم ركيزة هذه الأمة ونشأتها وبهم يرفرف علم الحضارة فوق كل بيت عرف مربيوه كيفية استغلال هذه النشئة، هنا لابد منا نحن كـ آباء وأمهات ان نربي ابنائنا التربية المثلى التي تزرع فيهم ما امرنا به ديننا الحنيف وليس رعاية نرعاهم بها فقط فهنالك فرق بين الرعاية والتربية.. الرعاية هي انك تهتم بشؤنه وحاجياته، اما التربية فهي زرع عقيدة وقيم وتغيير قناعات. هكذا نحن حينما نجهل اساليب التربية ونلقيها على عاتق العاملات فنتغافل عنهم بمشاغلنا اللامنتهية والتي توهمنا بأن اعمالنا هي التي سوف تنشأ ابنائنا بالأموال الطائلة وتلبية مطالبهم المادية وما الى ذلك بعيداً عن العاطفة والدين الحنيف الذي يحتاجونه في جل حياتهم، هنا حينما يفتقد الأبن هذه التربية سينشأ ابن متشلل فقد حواسه.. سوف يتكون في بيئته جافة منعدمة من العواطف والتربية المثلى, فيتسبب هذا بمشاكل نفسية لدى الأبن ينتج عنها ضعف في القدرات العقلية والاستيعاب والادراك، وهذا يفقده الثقة بذاته واحتقارها والشعور بالدونية وخوف من الآخرين وعدم القدرة على الكلام (التلعثم), وبهذا سوف تتكون لديه اعاقة عقلية ناتجة من سوء تربية وهذا كله ينتج من جهل الوالدين للأحتياجات النفسية لدى ابنائهم في كل مرحلة من مراحل النمو من الطفولة ومروراً بالمراهقة وحتى سن الرشد.

معنا في البرمجة اللغوية العصبية علم يسمى بمقاومة البرمجة السلبية وهو علم يعلمنا عن كيفية مقاومة الكلمات السلبية التي توجه لنا. ولا يخفى عليكم ان اغلبنا من أول أيام الولادة وإلى الآن يستقبل من الكلمات السلبية سواءً من الأب والأم الكثير، وهذه الكلمات تؤثر علينا كوننا نستخدم قدراتنا لنكون عباقرة، فلو تذكر ذلك اليوم الذي سمعت به كل أسماء الحيوانات في العالم, حيث تنسكب فوق أذنيك (حمار ، دب ، كلب ، فيل.. وغيرها) إلا أن هذه الكلمات تستقر فيما يسمى العقل اللاواعي, وتستقر في هذا العقل مدى الحياة ما لم تتم إعادة برمجته من جديد، فلذلك يحتاج كل منا إلى تعلم هذا العلم للتخلص من هذه الكلمات السلبية التي وجهت اليه. وانت ايها الأب ايتها الأم لو خرجت من حدود ذاتك ومن إطار النفس والأنا و وضعت نفسك في دائرة ابنائك، إذا أخطأوا تذكّرت أنك أيضاً تخطئ، إذا رأيتهم محتاجين اليك تذكّرت إنك ستحتاج إليهم عند مشيبك، فتكوين مستقبل ابنائك هو مستقبلك انت, هنا عندما تخرج من حدود ذاتك ستعلم بأن ابنائك يحتاجون الى احتواء ينتشلهم من وحدتهم وينمي شخصياتهم، لكي يعيشو حياة سعيدة خالية من اي فراغ يسكنهم.


مواقف كثيرة مررت بها مع فئة المراهقة وكان آخر موقف لي مع احد الأشخاص الذين لم يعثرو على ذواتهم بسبب اهمال والديه له.. وهذا المراهق بنفسه قال لي هذا بأن الأهل لم يعيروه اي اهتمام!. كنت احاوره عن موضوع هو غلطة ارتكبها في حق احدى الفتيات المراهقات التي تعتبر بأنها مررت بنفس مشكلته!.. فسألته لماذا اندرجت لهذا الفعل المخزي؟ أجابني وهو يجهش بالبكاء ويقول: مافي أحد يستمع لي!! فهنا يتضح أن اساس هذه المشكلة هم الوالدين وعدم احتوائهم لأبنائهم، لو فرضنا بأن كل اب و ام قضى نصف ساعة مع ابنائه سواء كان حوار او ملاطفة او خروج للتسوق وغيرها.. هنا نحن لن نجد ابنائنا وفتياتنا يندرجون إلى مقومات خارجية تنتشلهم من وحدتهم فأهتمام الوالدين بأبنائهم حنان وقرب منهم يولد الثقة ومن ثم استشعار ما يريدون في وقت لا يستطيعون أن يعبرون فيه، واهتمامهم هذا هو عبارة عن رعاية شاملة، لو أتعبنا أفواهنا قليلاً بالكلام وقلوبنا بالحب والأحترام لأبنائنا لما تأثرو بتأثيرات خارجية يندروجن اليها بسبب فراغهم العاطفي.

هنا لابد عليك ايها المربي ان تفهم نفسك لتفهم ابنائك فأنت جزء لا يتجزء من ابنائك وما ينطبق عليك ينطبق عليهم, انظر إلى رغباتك ماذا تريد؟.. انظر إلى اهتماماتك، ما الذي يرضيك؟ وما الذي يغضبك؟ ثم ما الذي يدفعك لأن تقول نعم؟، ومتى، ولماذا تقول لا؟ إذا أجبت بهذه الأسئلة بشكل صحيح فإنّ هذه الإجابة تنطبق عليك وعلى ابنائك، ماذا تريد منهم؟ أن يعاملوك باحترام، أن يشعروا بأنك مهم .. أن يفهموا وجهة نظرك أن يحققوا مصالحك .. حسناً .. إذا حصلت منهم على ما تريد .. هل أنت مستعد إعطاءهم ما يريدون بالتأكيد نعم، تذكّر أنهم يريدون منك نفس هذه الأشياء، الاحترام والاهتمام وتحقيق مصالحهم.. إذاً بادر أنت وأعطهم ما يريدون، وسوف تجدهم مستعدين لرد التحية بمثلها أو بأحسن منها.

هنري فورد يقول: "يكمن سر النجاح في القدرة على استيعاب وجهة نظر الشخص الآخر، ورؤية الأشياء من الزاوية التي يراها هو بالإضافة إلى الزاوية التي تراها أنت"، باختصار غير قاعدة أنا أولاً ثم أنت استخدم قاعدة أنت أولاً ثم أنا، اجعل هذا الأسلوب سلوكاً دائماً، لا مجرّد وسيلة في بعض الأحيان عندها تكون قد عرفت بداية الطريق. بماذا تهتم؟ بالمصالح المادية مثل الصحة والبيت والمال، بالمصالح المعنوية مثل المركز والمكانة الاجتماعية، بالرغبات والهوايات مثل القراءة والرياضة والفنون وغيرها، تذكّر أنّ ابنائك عندهم نفس الاهتمامات أو أشياء قريبة منها، فهنا عندما تستخدم قاعدة أنت أولاً، وتهتم بمصالح ابنائك ورغباتهم سوف يستمعون إليك باهتمام وإصغاء ويتفقون معك في الرأي ويقيمون معك علاقة طيبة. يقول أوين يونج "من يستطيع أن يضع نفسه مكان الآخرين، ويفهم ما يدور في عقولهم، يجب أن لا يقلق بشأن ما يخبئه له المستقبل" ، وتذكّر دائماً أن تتحدث مع ابنائك في مجال اهتمامهم أو بمعنى آخر أن تتحدث عنهم، هذه أفضل وسيلة لتحقيق الانسجام مع ابنائك ونشئتهم بالتربية المثلى.

أحبائي في الله لا تُحمّلوا ابنائكم فوق طاقتهم ولا تجعلوا منهم مجرد آلآت لتحقيق احلامكم وطموحاتكم ولا ترسموا مستقبلهم بل اتركوا لهم الفرصه لتحقيق ذاتهم بما يتناسب مع امكانياتهم النفسيه والعقلية والجسدية, ولنحاول ايضاً ان نوازن بين ما لهم وما عليهم من حقوق و واجبات، فأهتمامكم هذا بلسم نَاجِعٌ لما تعانونه من صعوبات الحياة، وهو أجر من الله وثواب لمن وفق له وهي نعمة اساسها رحمة وتسخير من الله وتهيئة من فضلة الواسع تستحق الشكر بحسن التربية والمداومة عليها.


بقلم: م. موسى الخالدي
كاتب في مجال: الحياة والمجتمع.
Twitter:Moosa_Alkhaldi
Insta:Eng_Moosa_Alkhaldi

التعليقات

هل ترغب في إضافة تعليق؟

إذا كنت مشترك من قبل إنقر هنا للدخول إلى حسابك.  إنضم الان للحصول على حساب مجاني

    © جميع الحقوق محفوظة، كل بيت ٢٠١٤