سواء كنت في مرحلة الحمل، أو كنت تعانين من قلة النوم بسبب السهر لرعاية طفلك الرضيع، أو كنت أماً لطفل في مرحلة ما قبل المدرسة، فتربية الأطفال تحمل لكم دائماً الكثير من المفاجأت في كل مرحلة من المراحل. ربما كنت قد حاولتي الإعداد لمرحلة تربية الأطفال من خلال قراءة الكتب والمقالات أو سؤال أصحاب الخبرة من الأهل والأقارب، ولكن بصراحة، هناك بعض الأشياء التي لم يقم احد بذكرها لك أو غفل عنها, من هذه الأمور نذكر الأتي:
1. كل ما تبذلونه من خطط معظمها لن ينجح، نعم، فالكثير منا يخطط لحياته كيف ستكون عندما يرزقه الله بالأطفال، فالأم تخطط كيف سيكون طفلها دائماً نظيف الملابس، أو تخطط كيف سيكون سلوك طفلها في السوبرماركت عندما ترى أحد الأطفال يصرخ بصوت مرتفع ، فتقول لنفسها، أنا سأعمل جاهداً حتى لا يصبح طفلي كهذا الطفل الذي يصرخ. في الحقيقة التخطيط جميل، لكن لا تتعبي نفسكي كثيراً بالتخطيط كيف ستكون تربية اطفالك، فعالم تربية الأطفال مليء بالمفاجأت و لا يمكن التنبؤ به او بما يحدث به لذلك وضع الخطط في هذا المكان هو أمر قليل نجاحه.
2. الاطفال هم المدرسون الحقيقيون. الطبيب النفساني جوزيف شراند تعلم درسا عملياً عندما قام بتربية أطفاله، فيقول "يقوم أطفالنا بتعليمنا فعلا إذا ما اردنا أن نتعلم و نعرف شخصيتهم، قد يظن الآباء أنهم بحاجة إلى تعليم الأطفال الإنضباط والتكيف واللعب بلطف و هدوء، و لكن من الأفضل أن ندرك و نعمل مع الطفل ليساعدنا على التعلم و معرفة شخصيته" فالدرس الذي تعلمته هو السماح لأطفالي ليكونو المعلمين لجعلنا أفضل الآباء.
3. عليك أن تدرك بأنك يمكن أن ترتكب بعض الأخطاء، فنحن بشر و قد نخطئ، ولكن عالمة النفس السريري جوليا سيمينز تعتقد أن الأخطاء تجعلنا اكثر فعاليه "فإن التفاعلات بين الآباء وأطفالهم الصغار قد تكون مليئة بالاضطرابات، وسوء الفهم و بعض المشاكل، وهذا هو واقع حياتنا جميعا"، كما تقول. "هذه لحظات خاصة حتى لو كانت لحظات قد تعتبرها غير صحية أو جيدة لكنها تعني أنك وطفلك تتواصلان و تبنيان الذكريات لبعضكما البعض.".
4. رعاية و تربية الأطفال ستشكل جزءًا كبيراً من حياتك اليومية، ستتغير حياتك و يصبح أغلب حديثك مع أصدقائك عن الأولاد و هم سيتحدثون معك عن نفس الموضوع و عما يعانونه مع أطفالهم. إضافةً إلى أنه ستقل الخصوصية لديك و ستصبح حياتك ملكا لطفلك.
5. الاطفال يتغيرون و سلوكهم يتطور مع تقدم العمر، تمر عليك بعض الأحيان و تندمين على ترك حياة ما قبل الزواج و الحرية و الامسؤولية و ذلك بسبب المشاكل أو الضغط النفسي والبدني الذي قد يسببه طفلك لعدم تمكنك من السيطرة عليه. لكن صدقوا أو لا تصدقوا، واحدة من أعظم المفاهيم الخاطئة حول تربية الأطفال و هي أن الكثير يعتقد بأن الطفل قد لا يتغير و أن الأهل سيتعايشون مع نفس الطفل و السلوك حتى إلى ما بعد مرحلة البلوغ. و لكن الحقيقة بأن الكثير من الأطفال يتغير سلوكهم كلياً و يصبح من أروع ما يكون مع مرور الوقت و الإنتقال من مرحلة لاخرى. فعندما يتعلق الأمر بالأبوة والأمومة، اسوأ الاشياء هي مجرد مرحلة من الحياة و ستمر و تنتهي و يبدأ غيرها
باختصار؟ الأبوة ,الأمومة و تربية الأطفال هي أفضل وظيفة. فأنتم تنشئون جيل المستقبل، و تبنون مستقبل الأمة من بيتكم الصغير. فهي وظيفة من أسمى الوظائف، فأطفال اليوم هم رجال و أمهات المستقبل، فأحرصو و تعاونو على حسن التنشئة والتربية.