حالة غضب الأطفال هي حالة منتشرة بشكل كبير في جميع المجتمعات و العائلات، نتيجةً إلى الضغوط النفسية على الأطفال سواء كانت نتيجة عن الأباء أو الأصدقاء أو الدراسة أو أي سبب أخر، لذلك، سنذكر لكم عدة خطوات يجب اتباعها عند التعامل مع طفلك الغاضب لتساعده على التخلص من هذه الحالة و أنسيطرة على غضبه بالمستقبل:
أولاً : لا تصرخ في طفلك أو تستفزه أو تتحداه عندما يكون في حالة غضب أو عصبية
كثير من الأباء أو الأمهات يتعاملون مع نوبات الغضب عند أطفالهم من خلال تحدي أطفالهم والصراخ عليهم. ولكن الصراخ هو مجرد زيادة شعور الأباء أو الأمهات بأنهم فاقدون السيطرة على الطفل. أفضل شيء يمكنك القيام به هو التزام الهدوء، لأن الهدوء في حالة الغضب هو عبارة عن إمتصاص للطاقة السلبية للطفل و تحويلها إلى طاقة إيجابية و بالتالي سيتم إعادة ربط قنوات التواصل بين الأباء أو الأمهات مع الأطفال.
ثانياً : أيها الأباء والأمهات، راقبو ردود أفعالكم الجسديه "Physical Reactions"
كما ذكرنا بالخطوة الأولى، وهي أن لا نصرخ ردا على غضب أطفالنا، إذ أن الإنسان يمكنه أن يصرخ أو يظهر الإستياء والغضب عن طريق تعاليم الوجه أو التصرف بشكل غاضب جسدياً.
على الرغم من أنه من الصعب إظهار ما هو عكس ما تحس به، و لكن محاولة لالتزام الهدوء جسدياً مهمة جدا،فهي تظهر قوتك في تحمل الغضب، و لا أرادياً تعلم أطفالك كيف يسيطرون على أنفسهم عند الغضب و تبين لهم كيفية التعامل مع الغضب، فالاطفال يتعلمون من الأباء والأمهات. من خلال الحفاظ على هدوئك، فإنك لا تظهر أي تحدى لطفلك فالصراخ بالصوت أو بالفعل يعيدنا إلى مشكلة صراع السلطة،و يؤدي إلى تصعيد التوتر.
إضافةً الى كل ما ذكر، فإن حفاظنا على الهدوء، يساعد الطفل على التركيز على أفعاله هو فقط، وليس على غضب الأباء أو الأمهات، وبالتالي حل مشكلة الغضب سيكون أسرع و ستكون من الطفل نفسه.
ثالثاً: لا تفقد أعصابك و تضرب طفلك
تجنب الضرب، لأنك تعلم طفلك على حل المشاكل بنفس الطريقة سواء كان بالمدرسه أو مع اصدقائه، إضافةً إلى ذلك فإن الضرب يقطع التواصل بينك و بين طفلك مما يؤدي إلى شرخ في العلاقة الودية، وإعادة بناء هذه العلاقة سيتطلب منك الجهد والوقت الكثير.
رابعاً : اذكر العواقب التي تترتب على السلوك السيئ، وليس مشاعر طفلك.
هنالك فرق كبير بين السلوك والمشاعر، قد يشعر الطفل بالغضب أحياناً، ولكن التصرف السلوكي لكل طفل حيال هذا نفس ألشعور يكون مختلف، بعد الأطفال عند الغضب يكسرون ألعابهم، أو يصرخون بصوت عالي مزعج، أما البعض الأخر فيكون هادئ او يلجأ إلى الوالدين لمساعدته، فإذا كان طفلك من النوع الأول فيجب عليك كأب أو أم و بهدوء و بعد أن تهدأ ثورة الغضب عند الطفل أن تقدم له عواقب سلوكه وليس مشاعره، وبالتالي تقدم له بعض الحلول.
خامساً : لا تستعمل أسلوب العقاب، بل إستعمل أسلوب الثواب والمكافأة
إذا أردت من طفلك أن يستمر في سلوكه الجيد، فهنالك طريقتين، الأولى تسمى التحفيز الإيجابي "Positive Reinforcement" او هي أن تكافئ الطفل على السلوك الجيد بإعطائه على سبيل المثال بعض المال أو شراء بعض الألعاب. أما الأسلوب الثاني فيسمى التحفيز السلبي "Nevgative Reinforcement" و هي ايضاً مكافئة الطفل على السلوك الجيد وذلك عن طريق مكافئة الطفل بإلغاء شيء سلبي لا يحب الطفل عمله، على سبيل المثال "بما أن سلوكك جيد، فلن تقوم بجمع القمامة اليوم"، في هذه الحالة أنت قمت بتحفيز الطفل عن طريق مكافأته و إلغاء عمل لايحب عمله بهدف الحفاظ على إستمرارية السلوك الجيد.