ما هو مرض التوحد؟ وكيف يتم التعامل معه؟

Ikram_Abu_Asheh

أرسل إلى صديق

إذا كنت مشترك من قبل إنقر هنا للدخول إلى حسابك.  إنضم الان للحصول على حساب مجاني
التوحد هو إضطراب نفسي يظهر في الطفولة الباكرة، وهو يؤثر على تطور الطفل من خلال تأثيره على قدرة الطفل من ناحية التواصل والتفاعل مع الآخرين، وتشير التقديرات إلى أن طفلاً واحداً يصاب بالتوحد من بين كل مئة طفل بالعالم، وغالبهم من الذكور. يتدرج التوحد من الاضطراب البسيط إلى حالات التوحد الشديدة، وفي هذه الحالات الشديدة يمكن أن يعجز الطفل تماماً عن التواصل والتفاعل مع الآخرين، لا يوجد شفاء من مرض التوحد، ولكن المعالجة الباكرة يمكن أن تساعد كثير من الأطفال على تحسين حياتهم.

مجلة كل بيت توجه هذا المقال بشكل خاص إلى الأهل والأشخاص الذين يعتنون بالأطفال المصابين بمرض التوحد. فهذا المقال يساعد على فهم مرض التوحد، ومعرفة الأعراض التي يجب البحث عنها لدى الطفل، ومتى يجب أن نطلب المساعدة الطبية.

وبشكل مفصل مرض التوحد هو اضطراب يظهر عادةً لدى الأطفال قبل السنة الثالثة من العمر وأحياناً بعد السنة الثالثة من العمر، وهو يؤثر على نشأة الطفل وتطوره بثلاثة طرق:
1. اللغة، أو كيفية التكلم.
2. المهارات الاجتماعية، أو كيفية الاستجابة للآخرين والتواصل معهم.
3. السلوك، وكيفية التصرف في مواقف معينة.

ثمة أنواع مختلفة من التوحد، وتختلف أعراض التوحد من طفل إلى آخر، ولهذا السبب يسمى هذا المرض أحياناً "طيف اضطرابات التوحد"، وجدير بالذكر أن مرض التوحد يصيب الأطفال من كل الأعراق والقوميات. لا يوجد حالياً علاج يشفي من مرض التوحد، فالطفل المريض يعيش بقية حياته مع هذا المرض، ولكن التحري عن هذا المرض في وقت مبكر يسمح باللجوء إلى كثير من الخيارات العلاجية التي يمكن أن تساعد الطفل المصاب على التعايش مع التوحد. إن بعض مرضى التوحد البالغين يستطيعون العمل وإعالة أنفسهم، لكن البعض الآخر يكون بحاجة إلى الكثير من المساعدة، ولا سيما أولئك الذين تضطرب لديهم القدرة على الإدراك ويقل مستوى الذكاء لديهم، أو الذين لا قدرة لهم على الكلام والتواصل.

إن نوعية الحياة التي يعيشها الطفل المتوحد في مراهقته وبلوغه تتوقف على:
1. التشخيص المبكر لمرضه.
2. شدة مرضه.
3. كثافة المعالجة الشخصية التي يتلقاها الطفل.

من خلال التشخيص المبكر والمعالجة المركزة تتحسن قدرة معظم أطفال التوحد على إقامة العلاقات مع الآخرين، وعلى التواصل وخدمة أنفسهم عندما يكبرون.

إن اسباب مرض التوحد غير مفهومة تماماً، ثم إن التوحد ليس مرضاً واحداً بل هو طيف من أمراض كثيرة، ولهذا السبب يعتقد العلماء أن أسباباً كبيرة يمكن أن تكون كامنة خلف طيف اضطرابات التوحد، وحالياً يدرس العلماء نظريات عديدة عن الأسباب البيئية والوراثية للتوحد بحيث يتمكنون من معالجته بصورة أفضل.

تقول البحوث الإحصائية أن احتمال إصابة الطفل بالتوحد يكون أعلى:
- إذا كان في عائلته إصابات توحد أخرى.
- إذا كان جنس الطفل ذكراً.
- إذا كان عمر الأب اكثر من أربعين عاماً.
- إذا كان في العائلة سوابق اضطرابات وراثية وعصبية.

لقد أقترحت بعض النظريات عن اسباب التوحد، ولكنها نظريات غير مثبتة حتى الآن، وفيما يلي بعض هذه النظريات حسب تاريخ ظهورها:-
- تغيرات في جهاز الهضم.
- نوع غذاء الطفل.
- التسمم بالزئبق.
- التحسس من بعض اللقاحات.

أحياناً يمكن أن تكون أعراض التوحد ملحوظة خلال الأشهر القليلة الأولى من حياة الطفل، وفي أحيان أخرى يمكن أن لا تظهر الأعراض قبل الثالثة من العمر، وبما أن التوحد ليس مرضاً محدداً، فمن الممكن أن تظهر لدى كل طفل مجموعة مختلفة من الأعراض، ولكن هناك علامات عامة يشترك فيها كثير من الأطفال الذين يجرى تشخيص حالتهم في وقت لاحق، إلا أن وجود بعض هذه العلامات لا يعني بالضرورة أن الطفل مصاب بمرض التوحد. فثمة علامات وأعراض كثيرة ينبغي على الأهل مراقبتها، لأنها قد تشير إلى أن الطفل مصاب بالتوحد، وفيما يلي عشرة علامات مبكرة من الممكن للأهل أن يبحثوا عنها، وهي تشير إلى أن الطفل لا يتطور بشكل طبيعي.

1. في العادة يستجيب الطفل إلى أصوات أفراد عائلته، ويلتفت إلى هذه الأصوات خلال الأشهر الأولى من عمره، إذا كان الطفل لا يستجيب لى هذه الأصوات معظم الوقت فإن هذا يدعو إلى القلق. في بعض الأحيان يقوم الطفل الذي لا يستجيب على نحو سليم بتجاهل الأصوات المألوفة، والاستجابة إلى أصوات أخرى ضمن محيطه.
2. في العادة يكون الطفل في عمر السنة قادراً عل مشاركة شخص ما في النظر إلى شيء معين، مثلاً إذا أشار الشخص إلى شيء من الأشياء فإن الطفل ينظر إلى الشيء نفسه ويهتم به، كما أن الأطفال الذين تطورهم طبيعياً غالباً ما يحاولون لفت انتباه الآخرين إلى الأشياء التي تهمهم، إن غياب الاهتمام المشترك مع الآخرين قد تكون إشارة على وجود خلل.
3. في العادة يقوم الأطفال بتقليد المحيطين بهم، فالأطفال الذين يكن تطورهم طبيعيا يقلدون تعبيرات الوجه وحركات اليدين، بل حتى حركات الجسم، أما الأطفال المصابون بالتوحد فهم نادراً ما يقلدون الآخرين.
4. قد لا يستجيب الأطفال المتوحدون لمشاعر الآخرين، فعندما يرى الطفل المتوحد شخصاً في حالة غضب أو بكاء، فقد لا يستجيب لذلك إطلاقاً، أما الطفل الطبيعي فهو يستجيب عادةً لمشاعر الآخرين بطريقة من الطرق يمكن مثلاً أن يحاول مواساة الشخص، أو يمكن أن يظهر عليه الغضب هو أيضاً.
5. أطفال التوحد نادراً ما يتفاعلون أثناء اللعب، يمكن للطفل المتوحد أن يلعب بشيء من خلال لمسه أو تحريكه، ولكنه لا يتفاعل معه بطريقة تخيلية، مثلا يمكن للطفل المتوحد أن يمسك لعبة على شكل طائرة ويلهو بها بطريقة لا معنى لها، أما الطفل الطبيعي فيمكن أن يمثل أن الطائرة تطير ويتفاعل معها بطريقة تخيلية.
6. يمكن أن يكون تطور الطفل طبيعياً، وفجأة يفقد اللغة أو المهارات الاجتماعية. مثلاً يمكن أن يصبح الطفل المتوحد فجأة عاجزاً عن تشكيل الجمل أو عن استخدم بعض المفردات كما كان يفعل من قبل.
7. قد تكون الحركات الجسدية لطفل التوحد غير طبيعية، يمكن أن يواصل التنقل من مكان إلى آخر وأن يجد صعوبة في البقاء ساكناً، ويمكن أيضاً أن يقوم بحركات متكررة مثل التأرجح للأمام والخلف، أو التصفيق أو الرفرفة بذراعيه.
8. يمكن أن تكون استجابة الطفل المتوحد غير طبيعية تجاه الألم أو الضوء أو الصوت أو اللمس، فمن المكن أن يبدو قليل الشعور بالألم، ولكن الطجيج المرتفع يمكن أن يزعجه، بل يمكن أن يسب له الألم أيضاً.
9. يمكن أن يغضب الطفل المتوحد إذا تغير نظام حياته اليومي، بل إن أبسط التغيرات يمكن أن تصيبه بغضب شديد، قد لا يكون الطفل الطبيعي مسروراً بتغيير نظام حياته اليومي، لكنه يكون دائما ميالاً إلى التكيف.
10. يعاني الأطفال المتوحدون من مزاج متطرف، فقد يظهرون عدوانية شديدة تجاه الآخرين أو حتى تجاه أنفسهم، ويمكن أيضا أن تكون استجاباته مفرطة بالنشاط أو مفرطة بالسلبية.

ومن العلامات التي تدل على أن الطفل بحاجة إلى اسشتارة الطبيب:
1. إتمام السنة الأولى من العمر دون أن يبدأ الطفل محاولة الكلام.
2. إتمام السنة الأولى من العمر دون أن يستخدم الإيماءات (التلويح، أو الإشارة باليد).
3. إتمام سنة ونصف من العمر دون لفظ كلمات فردية.
4. إتمام الطفل سنتين من العمر دون أن يستخدم جملاً من كلمتين وتكون ذات معنى.
5. البدء بفقدان اللغة والمهارات الاجتماعية التي قد تعلمها من قبل.

تشخيص التوحد يحتاج إلى طبيب اختصاصي بالعادة، إلا أن طبيب الأطفال ممكن أن يلاحظ بعض علامات الانذار المبكرة، لتشخيص مرض التوحد يكن أن يقوم مجموعة من الاختصاصيين بإجراء مجموعة من اختبارات التطور على الطفل بما فيها اختبارات اللغة والكلام والسلوك، ويمكن أيضاً إجراء فحص سريري كامل بالإضافة إلى اختبارات الدم وغيرها، وفي حالات كثيرة لا يتم تشخيص مرض التوحد حتى يبلغ الطفل السنة الثانية أو الثالثة من العمر، ومن المهم أن يتم التشخيص في وقت مبكر، لأن الطفل يستجيب استجابة أفضل للعلاج المبكر.

لا يوجد علاج محدد لمرض التوحد، فكل طفل مصاب بالمرض يحدد له علاج بحسب ما يتناسب ما حالته، ويمكن أن تكون المعالجة مزيجاً من:
- المعالجة السلوكية التي تحث على تعلم المهارات والحد من التصرفات غير الطبيعية.
- معالجة تقويم النطق.
- المعالجة الفيزيائية.
- أدوية من أجل تخفيف بعض الأعراض.
- تغيير النظام الغذائي.

إلى الآن لا يوجد أي علاج فعال لمرض التوحد، لكن الأبحاث الجديدة في مجال علم الوراثة والتصوير التقني ذو الأبعاد الثلاثية التي أجريت في إطار مشروع بحوث أوروبي قد يبعث ببارقة أمل لمرضى التوحد.

معهد "باستار" في باريس يحاول تحديد الجينات المسؤولة عن التوحد، من خلال مجموعة من الفحوصات التي يقوم بإجرائها، والأبحاث الجديدة تقول أن العشرات من الجينات هي المسؤولة عن مرض التوحد، لأن العديد منها يشارك في عملية الاتصال بين الخلايا العصبية، وعندما يحدث خلل ما في هذه الجينات فإن نقاط الاشتباك العصبي تضعف.

وهناك أبحاث تجرى في لندن أيضاً، وتعتمد هذه الأبحاث على تصوير الدماغ بتقنية الأبعاد الثلاثية، والهدف منها هو استغلال كل المعلومات المتاحة بأبعادها الثلاثية، لتحديد شكل دماغ الشخص المصاب بمرض التوحد، وهكذا يمكنهم استخدام هذه الصورة لتحديد الأشخاص المصابين بمرض التوحد.

التعليقات

هل ترغب في إضافة تعليق؟

إذا كنت مشترك من قبل إنقر هنا للدخول إلى حسابك.  إنضم الان للحصول على حساب مجاني
  • بنتي احس انها طبيعيه بكل شيئ اﻻ انها ترفض اﻻ انها ﻻتجيب عندما اناديها اﻻ احيانا وعندما اتحدث اليها ﻻتنظر في عيناي فهل هذا اعراض توحدوﻻتتكلم بل تعيد الكﻻم عمرها سنتين وثﻻثه اشهر

    Commentsuser Commentsuserبتاريخ December 30, 2014

  • baraka allah fikoum

    Commentsuser Commentsuserبتاريخ June 12, 2014

© جميع الحقوق محفوظة، كل بيت ٢٠١٤