ان حاسة البصر عند الانسان فعالة منذ ولادته في الحالات الطبيعية و تبقى مع الناس الى آخر لحظة من حياته ان لم يواجه أية عارض صحي لا سمح الله, الا أن هذه الحاسة تختلف حساسيتها نتيجة تقدم السن.
1. مرحلة الطفولة المبكرة:
الرضع لديهم حساسية عالية للضوء و لكنهم لا يستطيعون التركيز على الأجسام التي يرونها و لا يرون الألوان بشكل جيد. يتطور البصر لديهم في الشهور الأولى بشكل تدريجي, فعند الشهر الأول يستطيعون التركيز على الأجسام لغاية مسافة متر واحد, ثم على عمر الأربعة شهور يستطيعون النظر حولهم في مدى الغرفة, و يزيد عدد الألوان التي يرونها بالاضافة الى تمييز الظلال.
2. أول فحص للنظر:
يستطيع دكتور الأطفال فحص النظر لدى الطفل في أول سنة من عمره, و بعض الأخصائيين ينصحون بفحص نظر الطفل على عمر الستة شهور و متابعة عملية الفحص حتى بلوغه عمر الثلاث سنوات, و ذلك لأن قصر النظر و كسل عضلة العين يمكن أن يظهروا في هذا المرحلة العمرية عند الطفل, و الفحص في هذه المرحلة يتضمن فحص دقة النظر و صحة العين بشكل عام.
3. هل يحتاج طفلك للنظارة الطبية؟
هناك 1 من أصل 4 من الأطفال بعمر ارتياد المدرسة لديهم مشاكل في عملية البصر, و على الأغلب يعانون في النظر القريب, في الوقت الذي يقوم طفل واحد من أصل ثلاثة فقط في فحص نظره قبل بداية الذهاب للمدرسة. ينصح الأخصائيون بفحص العين قبل دخول الطفل للسنة أولى ابتدائي, و من بعدها كل سنتين. لأن العيون تتطور كلما كبر الطفل, و مشكلة النظر للأجسام القريبة يزيد سوءا كلما كبرنا حتى عمر العشرين. احدى أمراض العين المعروفة لدى الأطفال هي ما يسمى بكسل العين, فهي تحدث عندما تكون الاشارات العصبية بين العين و الدماغ لا تعمل كما يجب, و عندها يعالج الطفل بوضع لطقة على العين القوية باشراف الدكتور لفترات معينة خلال اليوم و ذلك لتحفيز العين الكسولة على العمل بشكل مضاعف.
ان التركيز على شاشة الكمبيوتر وأجهزة الخلوي و شاشة ألعاب الفيديو, قد يؤدي الى ارهاق العين و جفافها. و لتفادي ارهاق العين يجب ابقاء شاشة الكمبيوتر على مسافة لا تقل عن 60 سم من العين, و تأكد أن الاضاءة المكتبية جيدة لتفادي التدقيق الزائد, اذا كان لديك عمل على جهاز كمبيوتر لفترة طويلة, قم باستراحة كل ساعتين و نص على الأقل, و في فترة الراحة قم بالنظر لأجسام بعيدة نسبيا عن نظرك مقارنة بجهاز الكمبيوتر.
على كل شخص الاعتناء بالبصر و العين دائما حتى لو كنا يافعين يجب حماية العين من الجهد و الارهاق للحفاظ عليها لفترة أطول من عمرنا بشكل أفضل. و في المقطع الثاني من المقال سنتحدث عن صحة العين و البصر بعد عمر الأربعين. فبعد هذا السن تتغير أمور كثيرة في حاسة البصر و يصبح موضوع النظارات الطبية من الأمور الشبه أكيدى لدى الانسان و هذا ليس له علاقة بأنه أهمل صحة بصره من قبل, و لكنها حقيقة طبية ترتبط بتقدم السن و سنشرح هنا ما هي هذه العوارض و كيفية التعامل معها.
يطرأ على معظم الناس بعد عمر الربعين عدم المقدرة على قراءة الكتب عن قرب و يحتاجون لأبعادها قليلا لكي تتضح الصورة, و يسمى هذا بالابصار الشيخوخي, و سببه أن عدسة العين تكون قبل عمر الأربعين رطبة و تملك خاصية الالانكماش و الارتخاء بشكا أفضل لأنها ما تزال لينة, أما بعد الربعين فتصاب بجفاف طبيعي و تقل ليونتها مما يتطلب استعمال نظارات طبية للقراءة و رؤية الأجسام القرية, هذا في حال كان الشخص لا يلبس أصلا قبل الأربعين هذه النظارات, اما من يستعملون النظارات من قبل هذا السن فعليهم مراجعة الدكتور في حال شعروا أنهم يعانون من شيء مستجد على حالتهم السابقة للكشف و التشخيص.
بالاضافة لحالة الابصار الشيخوخي المستجدة مع تقدم السن, هناك ضغط الدم و مرض السكري اللذان يؤثران سلبا على الأوعية الدموية في شبكية العين و الذي يؤدي في حال تطور المرضين الى فقدان البصر في أسوأ الأحوال. لذا تعتبر الصحة السليمة للجسم و معالجة الأمراض من أهم عوامل الحفاظ على البصر. و هناك أيضا مرض الزرقة و غشاوة العين, و الاثنان يسببان مشاكل في الرؤية و علاجهما يحددهما الطبيب اما بالأدوية أو بالعملية الجراحية.
الغذاء الصحي من أهم السباب المحافظة على صحة العين و البصر, فهناك فيتامينات و معادن مفدية جدا كالأوميجا 3 المتوفر في السمك و المأكولات الببحرية عامة, و فيتامين سي في البرتقال و البقدونس, يساعد في تخفيف نسب الاصابة بأمراض العين.
أدام الله صحتكم.