من التنزه الهادئ على شاطئ البحر إلى المشي السريع على حلبة سباق الماراثون، يعتبر المشي اكثر الرياضات انتشاراً في العالم، وأحد أسهل الطرق للمحافظة على الصحة الجيدة واللياقة البدنية العالية.
ويمارس رياضة المشي ملايين الناس حول العالم، كما تخصص معظم مدن العالم المتقدم يوماً خاصاً للماراثون، يعمد فيه معظم سكان هذه المدن إلى المشي أو الجري لجمع التبرعات أو دعم قضية إنسانية ما. وقد حطّم الأميركي آرثور بليسيت Arthur Blessitt الرقم القياسي العالمي في المشي، إذ بدأ مسيرته التي غطت القارات السبع منذ 1969 وما زال يمشي حتى الآن، علماً بأنه قد قطع اكثر من 64,752 كلم حتى الآن.
وتقول بليندا غونزاليز غاياريس، أستاذة التربية الرياضية في جامعة الأمير سلطان في الرياض، انّ المشي هو أفضل أنواع الرياضات على الإطلاق، إذ له منافع عدة للجسد ويمكن للجميع ممارسة رياضة المشي، خاصة وأنها لا تؤدي إلى أي أضرار جسدية جانبية. وتشير الأستاذة غاياريس إلى أنّ المشي لا يتطلب تفرغاً كاملاً، إذ يمكن ممارسته بالاقتران مع نشاطات أخرى في الحياة اليومية كالتسوق واصطحاب الأولاد إلى المدرسة وغيرها. وتضيف قائلة: «حتى الإنسان العامل يمكن أن يمارس رياضة المشي في المكتب أو خلال فرصة الغداء».
وتنصح الأستاذة غاياريس من يمارس رياضة المشي بشرب السوائل بشكل منتظم خلال القيام بهذا النشاط لمنع الجفاف الذي قد يسببه تعرّق الجسم. وينصح الأخصائيون بتناول المأكولات والمشروبات التي تحتوي على الكربوهيدرات قبل ساعات من مباشرة رياضة المشي، وذلك لأن الكربوهيدرات، الموجودة في الفواكه والمعجنات والمشروبات الغازية، تتحول إلى غلوكوز، وهو مصدر الطاقة الذي يخزن في العضلات.
أما عن المأكولات التي تحتوي على معدل عالٍ من الدهنيات، فينصح الأطباء بالابتعاد عنها قبل ممارسة أي رياضة بساعات، وذلك لأنّ الدهنيات تتطلب وقتاً طويلاً للهضم وتبقى في المعدة لمدة طويلة، مما يسبب انزعاجاً أثناء ممارسة الرياضة.
ويُعتبر المشي من الطرق السهلة لتنقيص الوزن والتخلص من الدهون، وخصوصاً الدهون المتراكمة فوق البطن، التي تعرف بالـ«كرش»، إذ يساعد المشي على تحريك 150 عضلة مزدوجة وإحراق ما بين 200 و400 سعرة حرارية في الساعة الواحدة (يختلف المعدل باختلاف السرعة).
يساعد المشي أيضاً على تذويب الكوليسترول السيئ أو الضار(ldl) وزيادة مستوى الكوليسترول الجيد (hdl) الذي يساهم في حماية القلب والشرايين، ويلعب دوراً فعالاً في محاربة أمراض الضغط ووهن العظام والامساك.
ومن فوائد المشي الأخرى أيضاً نذكر تسهيل سيولة الدم وتنظيم مستوى السكر فيه وتقوية جهاز المناعة ومكافحة العجز الجنسي وتحسين القدرة التنفسية. كما يساعد المشي على تحقيق التوازن النفسي والشعور بالنشاط والحيوية ومكافحة الأرق.
وتشير إحدى التجارب التي نشرتها مجلة سجلات الطب السلوكي الأميركية إلى أنّ الجامعيين الذين يمارسون رياضة المشي والرياضات الخفيفة الاخرى لا يشعرون بالضغط النفسي بنفس نسبة أولئك الجامعيين الذين لا يمارسون أي نوع من الرياضة، أو الذين يمارسون الرياضات العنيفة.
وقد أثبتت تجربة أخرى أجرتها المنظمة الوطنية للشيخوخة في الولايات المتحدة الأميركية أنّ المشي لمدة 45 دقيقة يومياً بمعدل سرعة 16 دقيقة في الميل ينمي القوى الفكرية عند الفرد.