الرهاب هو نوع من أنواع القلق الاضطرابي و يعرف بأنه الخوف الدائم من شيئ حي كالحيوانات أو جماد كالعواصف أو من وضع معين كالخوف من المرتفعات, يقود الانسان المصاب بالخوف الى الابتعاد عنه و تختلف درجة التفاعل مع سبب الخوف حسب درجة الحالة النفسية للمريض.
و قسم العلماء الرهاب الى ثلاث فئات و كل واحدة بدورها تنقسم الى أنواع فرعية:
1. الرهاب الاجتماعي.
2. الرهاب المحدد.
3. الرهاب العام.
أسباب الرهاب:
علميا ليس هناك سبب محدد للرهاب, و لكن اذا كان أحد من أفراد اسرتك مصاب بالرهاب ستكون فرصة اصابتك بالحالة عالية, و قد تصاب بالرهاب للسباب التالية:
1. حصول حدث سلبي في حياتك, كأن يعضك كلب.
2. تعرضك لحادث مرعب أو مزعج, أن تحتجز داخل مصعد.
3. مشاهدتك لأذى تعرض له شخص آخر, كأن يقع شخص من مبنى أمامك.
4. تعرفك و اضطلاعك الواسع على أخبار سيئة, كسقوط الطائرات مثلا.
و يبدأ الرهاب عادة في الطفولة و المراهقة, الأطفال لديهم رهاب من الحيوانات, كوارث طبيعية, سحب عينة من الدم لغايات طبية, اكثر من المراهقين و البالغين. أما رهاب الحوادث فيصيب البالغين عادة, و النساء تصاب بالرهاب في سن أبكر من الرجال, و اذا كان الانسان مصابا بنوع من الرهاب فقد يكون عرضة للاصابة بأكثر من نوع واحد.
عوارض الرهاب:
1. أن تكون خائفا بشكل دائم اكثر من معظم الناس من أمر, حدث أو شيء كلما كنت قريبا من هذا الشيء الذي يخيفك.
2. أن تكون خائفا بشكل دائم من احتمالية اقترابك من أمر, حدث, أو شيء معين.
3. الأطفال المصابون بالرهاب, يعبرون عن خوفهم عبر البكاء, رمي الأشياء, التجمد في مكانهم, التمسك بالغير.
4. أما البالغين, فهم يعرفون أن الخوف و القلق الناتج عن الرهاب , هو بالمبدأ أكبر من حجم الخطر الناتج عن التعرض للأمر الذي يخيفهم, أما الأطفال لا يفهمون هذا الأمر و يعتبرون أن الأمر هو خطر كلي و خوفهم مناسب لدرجة الخطورة.
5. كثير من الناس تخاف من الأذى المتوقع من الشيء أو الحدث الذي يخافونه اكثر من الخوف من الشيئ نفسه, مثلا يخاف الكثير من الناس من الصعود في الطائرة لخوفهم من حدوث تحطم أثناء الطيران و هم لا يخافون الطائرة كجسم.
6. فالأشخاص المصابون بالرهاب, يشعرون بأن الأمور التالية قد تحصل عند اقترابهم أو ملامستهم للشيء المهاب:
- فقدان السيطرة.
- الهلع.
- التوتر و الخوف, و تسارع دقات القلب و صعوبة التنفس.
- الاغماء, كأن يغمى على شخص عند حقنه بابرة.
كيفية تشخيص الحالات و العلاجات اللازمة.
قبل الحديث عن العلاجات المتوفرة لعلاج حالة الرهاب, عليك أنت أولا تحديد مدى تأثير الرهاب على حياتك العامة و الخاصة, و عليك أن تقيم شخصيا مدى انزعاجك و انزعاج الناس المحيطة بك من هذا الرهاب لكي تقرر بنفسك و عن اقتناع مدى ضرورة البحث عن علاج طبي فعال, فمثلا ان كنت مصابا برهاب المصعد, و كانت شقتك بالطابق الخامس و الصعود عبر المصعد عملية ضرورية بشكل يومي, و أنت لن تستطيع تحمل فكرة معاناتك باستخدام الدرج أو حتى الخوف و القلق الدائم بحال استعملت المصعد, فكلتا الحالتين غير صحي أبدا و عليك أن تفكر بحل للموضوع عندها.
علاج الرهاب:
هناك عدة أنواع من العلاج للمصابين بالرهاب, فبعضها يتطلب مساعدة الطبيب, و البعض الآخر يتطلب مساعدة نفسك و ارادة صلبة و في كل الأحوال الجهد الشخصي و الارادة القوية للشخص المصاب هي أهم عامل لنجاح أي نوع من العلاجات.
مواجهة المخاوف بشكل تدريجي:
تتم عادة بنصيحة من الطبيب و هي احدى أشهر أنواع العلاجات, و يقدم الطبيب عادة اقتراح للمريض بأن يضع معك لائحة بالمخاوف التي تزعجك و يخطط لك أن تبدأ بالتفكير أولا بالخوف نفسه و التخفيف من قلقه منه, ثم يضع خطة لمواجهة هذا الخوف بشكل تدريجي أي كل مرحلة تكون متقدمة بمواجهة المخاوف اكثر من سابقتها. مثلا اذا كنت تخاف من السباحة, يطلب منك الدكتور أن تقترب أنت بنفسك من حوض ماء و تلامس بأطراف قدميك الماء فقط, و كرر العملية حتى تشعر بأن الموضوع أصبح اقل قلقا لك, ثم المرحلة الثانية تكون بأن تغمس رجليك بماء الحوض و أنت جالس على الحافة, و تستمر العملية حتى تصبح جاهزا لغمس كامل جسمك و هي عملية تحتاج للوقت و الصبر و المثابرة. و الطبيب النبيه هو من يعرف كيف يتفهم خوفك و يعطيك الخطوات المناسبة لكل حالة, فمثلا انت كنت تخاف الحشرات فيجب على الدكتور تقدير المراحل الواجب اتباعها لادخالك في مواجهة تدريجية مع الخوف و تخطيه تدريجيا.
تعلم تقنيات الاسترخاء:
هي جزء مهم جدا لكل البشر في تعاملهم مع كل مخاوفهم, و خاصة لمرضى الرهاب. فهذه التقنيات تساعد في ارخاء العضلات و تهدئة الأعصاب و تخفيف من علامات القلق الزائدة لدى الشخص المصاب بالرهاب. فمن تقنيات الاسترخاء مثلا, أن تتنفس بشكل عميق أي ان تتنفس من أنفك و تغلق فمك مع العد للرقم أربعة, ثم احبس نفسك مع العد للرقم سبعة ثم اخرج الهواء من فمك بشكل تدريجي مع العد لرقم ثمانية. مارس هذه التقنية على الأقل خمسة دقائق موزعة على اليوم كله فتشعر تدريجيا أنك اكثر قلقا بعد ممارستها.
فكر بايجابية:
لا تدع الأفكار السلبية المصاحبة للرهاب بأن تدمرك, حاول التفكير بايجابية, فمثلا قل لنفسك عند الصعود بالطائرة, بأن حوادث الطيران قليلة جدا و كل أقاربي و أصحابي يسافرون بشكل دائم و الكل بخير, و الحامي رب العالمين ان شاء الله. ان التفكير بايجابية يعتبر من أهم الأسباب التي تساعد في علاج الرهاب لأن الدماغ مع الايجابية سيفرز هرمونات لتهدئة الأعصاب و عندها يمكنك التفكير بتفاؤل و تستطيع مواجهة أي خوف بشكل افضل من أن يكون تفكيرك سلبيا.
الأدوية و العقاقير:
و هي توصف فقط من قبل الدكتور المختص, و يجب أن تكون آخر الخيارات فهي ليست خيار جيد لأن لكل دواء آثار جانبية و في آخر المطاف علاج الخوف يجب أن يأتي من قرارة الشخص نفسه لكي يعيش حياة هانئة بدل الاتكال على الدواء الواجب أخذه بشكل دائم, و الطبيب هو من يحدد اذا كان الدواء ضرورة لا مهرب منها و أنه سيساعد مع العلاجات الأخرى في علاج الحالة, أما الدواء لوحده لن يكون علاجا بل مسكنا مؤقتا لمشكلة مستمرة.
تتمنى اسرة "كل بيت" الصحة و العافية للجميع.