الخادمة أولا و آخرا هي انسان يدخل المنزل بطلب من أهله للقيام بأعمال المنزل و مساعدة أفراده على اتمامها بناءا على قرار اتخذه اصحاب العلاقة. و هي تأتي من بيئة اجتماعية مغايرة لمجتمعنا و هي مثل أي انسان لديها مشاكل خاصة بها تجلبها من بلادها, مشاكل نفسية, مالية, اجتماعية, و أحيانا مرضية. و نحن عندما نتخذ قرار أن خادمة ما ستدخل المنزل, علينا التفكير جيدا بكل شيء مرتبط بها, فلا أحد يعرف مسبقا ما تحمله هذه الانسانة في عقلها و فكرها, و لذا أخذ القرار يتطلب وضع كل الخيارات بعد مجيئها, في كثير من الحالات يتفاهم أصحاب المنزل مع العمالة المنزلية و يجدون بها كل خير حتى تصبح أهل للثقة و تصبح جزء من البيت و تعم المحبة بينهم و بينها, و هذا موجود. و لكن المشكلة حين تسوء العلاقة و لا يتفق الطرفان في كثير من الأمور الأساسية و يصبح الغضب و العصبية سيدا الموقف فيما بينهم.
جزء من العمالة المنزلية في بلادنا يشكو من الأمور التالية:
- الضرب, التوبيخ, المعاملة السيئة, عدم الاحترام.
- عدم الوفاء بمستحقاتها المالية.
- الضغط عليها في أعمال المنزل مما يزيد عن قدرتها الجسدية.
- التكبر عليها و عدم العطف.
أما الجزء الآخر من العمالة المنزلية فيمدح في بلادنا الأمور التالية:
- حسن المعاملة و الاحترام.
- وحدة الحال و التواضع في معاملتها.
- اكرامها و الاحسان لها و أولادها ان كانت أم بعيدة عن أولادها.
- الثقة و تحسيسها أنها فرد من افراد البيت.
علينا دائما الاقرار بأن العلاقات الانسانية لها أسس و في البيت الواحد لا يتفق الأخ مع أخيه في أمور كثيرة رغم كل الحب و الوفاء الموجود, و هذه طبيعة البشر الاختلاف. و لكن الاختلاف واجب تنظيمه و ضبطه ضمن مبدأ التفاهم و الود, فكيف الحال سيكون بين شخص غريب عن الاسرة كالخادمة تدخل اليه لتعيش فيه بشكل يومي كواحد من أفراده تعرف كل أموره و تتفاعل مع كل من فيه, فطبيعي أن لا يتفاهم الطرفان في كل شيء و أن تظهر خلافات في طريقة التواصل, فاللغة, الأطباع, العادات مختلفة عن مجتمع الاسرة القادمة اليها العمالة المنزلية, و على الاسرة أن تسعى دائما لتقييم هذه العلاقة و التدخل لتصليحها ان ظهرت خلافات و حسم أمور ان تراكمت السلبيات.
مهما قرأت عن موضوع العمالة المنزلية، يبقى لكل شخص الحرية المطلقة في التصرف ضمن المعطيات التي يواجهها مع العمالة المنزلية في منزله و لكن القراءة عن الموضوع و التثقف حوله هو عامل ايجابي في تطوير أساليب التعامل مع هذه الظاهرة لمصلحة بيوتنا جميعا.
الحلول و النصائح الواجب اتباعها لتفادي المشاكل مع العمالة المنزلية قدر المستطاع:
- عند اختيارك لمواصفات العمالة المنزلية في مكتب الخدم, تأكد من أنك فكرت جيدا فيما تسعى اليه, فتحدث عن الموضوع مع أفراد أسرتك و توصل الى خلاصة أخيرة لمواصفات العمالة المنزلية المنوي طلبها, من حيث مستواها العلمي, موطنها, لغتها, دينها, خبرتها, و لا تهمل موضوع المواصفات لأنك ستتكلف ماديا لجلبها فكن واثق مما تريد لمنزلك.
- اذا وصلت الخادمة الى المنزل, تأكد أنها تريد فترة من الزمن للتأقلم في منزلك فهي شخص غريب عنه و جديد كليا ربما على كل شيء تقومون به, فساعدها على التأقلم بالكلمة الحسنة و شجع افراد المنزل على الاحسان لها و التفاهم معها لايجاد قنوات تواصل و أسلوب تعامل مناسب لتتفاعل معكم و تسهل عليها المعيشة معكم في وقت قصير لتقوم بدورها على أكمل وجه.
- احرص على ايفائها حقها من أول وصولها, و اشعرها أنها مقدرة و محترمة في المنزل, فلا تشعر بالخوف و القلق من الحصول على أجرها, فان وعدتها بشيء اضافي لا تخلف الوعد به للحفاظ على الثقة معها, و داوم على اعطائها أجرها لتشعر بالأمان و تتحاشى التفكير بامور سلبية كالهروب أو السرقة لاحقا.
- حتى لو كانت وصولها يتطلب موافقة مسبقة لوضعها الصحي, على ربة المنزل مراقبة صحتها و التأكد أنها لا تعاني من أي مرض جلدي أو معدي يكون الفحص قد أهمله أو لم تخضع له فعليا, لتفادي الاضرار بباقي أفراد البيت, و بلغ المكتب المختص بالموضوع ان ظهرت بوادر مرض لا يعالج.
- راقب عاداتها و سلوكياتها, و اجعل دائما حدود لكيفية تدخلها في شؤون البيت فمن الأفضل أن تحدد لها من البداية معايير و نطاق عملها المسموح فيه, لكي تعرف ما لها و ما عليها للثواب و العقاب.
- الثواب و العقاب ضمن حدود, فاذا رغبت في مكافأتها فاعتدل و كن منطقيا و لا تبالغ في العطاء فتطمع و لا تقلله فتغضب, و اذا أردت العقاب لعمل أزعجك فتأكد من عدم ضربها و ايذائها, فهذا خط أحمر في التعامل معها, حرصا على المعاملة الانسانية و حفاظا منك على علاقتها بأفراد البيت, فلا تطبق عليها ما تعاقب به أفراد أسرتك فتأكد أنها ليست مضطرة لتفهم عاداتك اثناء العقاب.
- راقب تواصلها الخارجي مع اي فرد غريب عن البيت و تأكد أنها متقيدة بتنبيهاتك السابقة عن هذه الموضوع حرصا على البيت و خصوصياته.
آخرا و ليس أخيرا, ان استطعت تدبير أمور منزلك مع افراد البيت الواحد دون طلب خادمة فيكون هذا أفضل حل, و ان كنت مضطر فعلا لخادمة و لا بد منها, فكن حريصا على الانتباه و التعامل بعقلانية مع مسألة وجود شخص غريب جديد على المنزل فاحرص على ابقائها ان وجدت فيها الشخص المناسب لخدمة المنزل و قم بارجاعها للمكتب حرصا منك على تفادي مشاكل انت بغنى عنها ان وجدت فيها عيوب و عادات تزعج جو البيت عامة.