قد يعتبر اختيار التخصص لدى دخولنا الجامعة مهمة شاقة، خصوصاً عندما يحاول جميع من هم حولك لنصحك وإرشادك بحيث يسقطون تجاربهم الشخصية عليك، مع أن من يملك الحق في تحديد تخصصك في الجامعة هو أنت فقط، إن تحديد التخصص الذي ستدرسه في الجامعة يوفر عليك الكثير من الوقت والجهد، ولمعرفة الخطوات التي تساعدك في ذلك إقرأ هذا المقال.
عندما تريد تحديد تخصصك بالجامعة عليك أن تفكر في اهتماماتك وميولك وقيمك لتستطيع تحديد التخصص المناسب لك، هذه الأمور مهمة جداً إلا أن بعض الأشخاص يميلون لسؤال انفسهم عن الوظيفة التي سيحصلون عليها من هذا التخصص، وعن الشيء الذي يستطبعون فعله إذا اختاروا تخصص معين دون غيره، لكن هنا مهم أن نتذكر أن التخصص ليس بالضروري أن يقودك بشكل مباشر لوظيفتك المستقبلية، إن الطريقة المناسبة للحصول على عمل تشعر بالسعادة والاهتمام به هو أن تفعل شيء يقع ضمن دائرة اهتماماتك، مما يؤدي إلى الإبداع والتميز.
كذلك عند تحديد التخصص يجدر بك التفكير في هواياتك كالرياضة أو الحاسب الألي، بالإضافة إلى التغيير الذي تريد أن تصنعه في العالم الذي يحيط بك، والأثر الذي تريد أن تتركه خلفك. إطرح على نفسك مجموعة من الأسئلة، على سبيل المثال:
- لماذا أريد هذا التخصص ؟
- هل لدي المعلومات الكافية عن هذا التخصص ؟
- ما هي متطلبات هذا التخصص ؟
- هل اهتماماتي تتوافق مع هذا التخصص ؟
- هل هذا التخصص متوفر في الجامعات التي أنا قادر على التقديم لها ؟
- هل الجامعة معتمدة و ذات سمعة في تدريس هذا التخصص ؟
- ما هي الوظائف المرتبطة بهذا التخصص؟
- هل تحدثت مع أحد قد قام بدراسة هذا التخصص ؟
- هل سأبدع في هذا التخصص ؟
يجب أن تأخذ بعين الاعتبار أن التخصص الذي اخترته لتحصل من خلاله على وظيفة مستقبلية، قد يكون من التخصصات المطلوبة في سوق العمل في الوقت الحالي، ولكن قد يتغير الطلب عليه بعد تخرجك، ويصبح قليل بسبب التغييرات التي تحدث على الوضع الاقتصادي أو العالمي، في المقابل قد تظهر فرص عمل جديدة في السوق عند تخرجك لم تكن مطروحة من قبل.
قد يساعدك التفكير في المواضيع التي كانت مفضلة لديك، في الصفوف الأخيرة بالمدرسة، بتحديد تخصصك، وإذا كنت لا تعرف ماذا تريد أن تكون عندما تكبر، فإنه لا يزال بإمكانك تحديد مهاراتك واهتماماتك من خلال النظر إلى مستواك في بعض المواد التي درستها في مرحلة المدرسة، لا تنظر فقط للمواد التي كنت تحب دراستها فحسب، وإنما انظر للمواد التي كنت تتميز بها، هل تميزت بالعلوم؟ أم بالرياضيات؟ أم باللغة الإنجليزية؟ أم كنت متميز بالأمور الفنية مثل الرسم والمسرح؟
ضع في عين الاعتبار فرص العمل التي قد تتوفر لك من خلال اختيارك لهذا التخصص، لكن لا تجعل فرص العمل هي السبب الرئيسي وراء اختيارك تخصص دون غيره، لأن العمل والتدريب والفرص التي تزيد من قدراتك تأتي في المرتبة الثانية بعد اختيارك للتخصص، ومن ناحية أخرى ضع مخطط مناسب لميولك وأحلامك وطموحاتك، واختار التخصص المرتبط بميولك، والذي يحقق لك هذه الأحلام بشكل أسرع.
إذا كنت تشعر بالحيرة بين تخصصين ولا تعرف أيهما تختار على سبيل المثال بكالوريوس الفنون وبكالوريوس العلوم، عليك أن تتذكر أن المواد المتعلقة بكل تخصص منهما مختلفة عن الآخر، ولذلك عليك أن تبحث عن المواد المتعلقة بكل تخصص، فبكالوريوس الفنون له علاقة بتاريخ الفن، والعلوم الاجتماعية وبكالوريس العلوم له علاقة بالرياضيات والهندسة والأحياء وعلم الإنسان التطوري.
عليك قراءة الكتالوج المتعلق بالشرح عن التخصصات المتوفرة في الجامعة أو الكلية، لتتعرف على هذه التخصصات ومتطلباتها، وهناك عناوين بعض التخصصات لا تكون واضحة ولا تشرح عن مضمون التخصص لذلك يجب عليك قراءة عنوان التخصص، وكذلك الشرح والتفاصيل المندرجة تحت العنوان، كذلك تأكد من قرائة النسخة المحدثة من الكتالوج المعرف بالتخصصات؛ لأن هناك بعض التخصصات يتغير جزء من محتواها مع مرور الزمن، وخذ بعين الاعتبار المدة الزمنية التي تحتاجها بهذا التخصص حتى تصل لمرحلة التخرج، بالإضافة إلى الجهد والعمل الذي يحتاجه التخصص من قبلك.
إجمع معلومات عن الكلية التي تود التقدم لها، هل هذه الكلية متخصصة بالصحافة؟ أو الزراعة؟ أو الدواء؟ أو الهندسة؟ إذا كانت المواضيع التي تطرحها كلية ما مهمة وأنت ما زلت متردد في التخصص الذي تريده اختار التخصص الأكثر شهرة والمعروف في الكلية اكثر من بقية التخصصات الأخرى، كذلك بإمكانك أن تجمع معلومات حول المدرسين في الكلية التي تود الانضمام لها، بالإضافة إلى معلومات حول سياسة الإدارة من الناحية الأكاديمية.
قم بتحديد موعد مع أحد المدرسين إذا كنت في المرحلة الثانوية من المدرسة، أو مع مستشار إذا كنت في الجامعة، وذلك في حالة ترددك في الاختيار بين تخصصين أو أكثر، أو إذا لم يكن لديك فكرة حول التخصص الذي تريد دراسته، فقد يساعدك المعلم أو المستشار بخبرته على اختيار التخصص الأفضل، وتذكر هنا أن المدرسين في المدرسة أو المستشارين في الجامعات تخصصاتهم مختلفة، وبالتالي سيكون بإمكانهم إجابتك على أي سؤال.