يشهد زماننا تطورات تكنولوجيه سريعة الانتشار , كادت تفوق الخيال البشري , وذلك من خلال ما تطرحه الاسواق من تقنيات لشركات عالمية تنافسية. وإلى جانب الترف المعيشي الذي يتمتع به غالب الشعب الخليجي , نجد تلك التقنيات باتت في متناول الكبار والصغار , والذي يطلق عليها ( الهواتف الذكية ) , مدللين بها أنفسنا وأبناءنا , مهووسين بها حتى أصبحت متغير مباشر غير حياتنا من الحياة الطبيعية الى حياة مصطنعة.
وهذا يرجع لسوء استخدامنا لتلك التقنيات بشكل مفرط دون وعي بعواقبها وبعيدا عن الارشاد في استخدام تلك التقنيات التي منها IPhone – iPod – iPad – BlackBerry – Galaxy , ولا نبخس حق تلك التقنيات من الناحية الايجابية التي أثرت بالكثير على تبسيط وسهولة انجاز حاجاتنا ومتطلباتنا و أعمالنا اليومية , وتوفير الوقت والجهد , وتقصير المسافات بين الأفراد.
لكن لكوننا من الدول المستقبلة لتلك التكنولوجيا , نجد أنفسنا غارقين في السلبيات جراء الانشغال الدائم بتلك الهواتف الذكية , فلا بد من الوعي والترشيد في الاستخدام , فهناك من الدول المتقدمة المصنعة لتلك التكنولوجيا من يضع قانون بعدم امتلاك تلك التقنية دون الثانية عشر سنة , وعكس ما نراه في بلادنا الطفل من عمر الثالثة أو الرابعة يقتني تلك التكنولوجيا المدمرة دون وعي من قبل والديه بعواقبها واحيانا دون رقابة فكم مشكلة بل كارثة حلت على أطفالنا جراء تلك التقنيات , فهناك الكثير من الدراسات التي بحثت في أثر استخدام تلك التقنيات وانعكاسها على أفراد المجتمع سلبا فقد أثبتت أن لها عواقب وآثار منها :
أثر اجتماعي نفسي :
العزلة – ضمور التفاعل الاجتماعي المباشر – العنف – العدوانية – صراع بين الآباء والابناء – عدم القدرة على حل المشاكل الأسرية .
أثر صحي :
صداع – خمول – بدانه – ضعف النظر – تشتت الذهن – قلة التركيز- اصابات في الجهاز العضلي و العظمي , ارهاق , ويرى بعض العلماء أن استخدام الأطفال الاجهزة الالكترونية أو الجوالة اكثر عرضة لأشعة الميكروويف , وذلك لأن جماجمهم في مرحلة الطفولة لا تزال رقيقة ونظامها العصبي النامي لا يزال في مرحلة انقسام الخلايا .
أثر فكري :
ادخال الفكر الغربي على مجتمعنا العربي الاسلامي وأثره على عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا الاسلامية العربية الجميلة , وبالطبع من خلال تلك التكنولوجيا التي تفتح الباب للاطلاع على العالم وما يحتويه بحرية ودون قيود .
أثراخلاقي:
نظرا لاعتماد تلك التقنيات على استخدام الانترنت , فمن السهل جدا اطلاع ابناءنا على مناظر مخلة بالآداب ، تجعلهم يتعرفون على أمور سابقة لأوانها , وكم من أم عانت مع أطفال مدمنين على المشاهد الفاضحة بمعالجتهم نفسيا من قبل طبيب نفسي .