اثر الكلمات السيئة على شخصية الطفل

محمد_الشفيع

أرسل إلى صديق

إذا كنت مشترك من قبل إنقر هنا للدخول إلى حسابك.  إنضم الان للحصول على حساب مجاني
الأسرة هي الحاضنة الأولى لأبنائها، وهي المتكفلة ببناء شخصيتهم والحفاظ على مقوماتها وقوتها. وإذا اضطلع الوالدان بهذه المهمة ايجابا، فهما بذلك يسهمان بتخريج أطفال واثقين من أنفسهم وقدراتهم، قادرين على التعامل المتزن مع المجتمع. ولكن الخطر الذي يهدد معنويات الطفل وتقديره لذاته ، وقد يدمر مهاراته ويؤثر على انفعالاته العاطفية، وبالتالي يؤثر سلبا على سلوكه تجاه غيره، هو تسليط كم كبير من كلمات الإساءة والإهانة ضده ، بحجة أنه خالف قانونا أو فكرة أو تكاسل عن عمل أو واجب أو وقع في معصية أو زلة، فتجد الأب أو الأم أو من هو أكبر منه في عائلته ينهمر عليه بشتى الشتائم، مما ينقص أهميته وهيبته وكرامته لدى من هم قربه أو يعرفونه أو يرونه.

وهذا قد يحصل كذلك في المدرسة أو الجامع أو الشارع مع الجيران والأقران، وينتج عنه شخصية ضعيفة أو عصبية، يكبر معها الشعور السلبي نحو الذات والناس، مما يكرس للاحباط واليأس والعزلة والانطواء والفشل المتكرر ، وكل ذلك سببه كلمات قد تبدو ساذجة ومألوفة لكنها شديدة الأثر، مثلا: يا غبي يا جاهل يا متخلف يا عاصي يا ابن الكذا .. وهلم جرا، مما يشكك الطفل في قناعاته وتدينه، وهو برمجة لتفكيره ليكون مترددا غير مستقل بقراره، خائفا من أي فعل قد يقوم به ولا يروق والديه أو غيرهما.

وعلاج ذلك بسيط لكنه يحتاج همة عالية وحرصا دقيقا، بعدم التهوين والتخوين والتشكيك والتوبيخ جزافا ومرارا وتكرارا بلا ضابط ولا دافع، وإن حصلت عثرات من الأطفال ينبغي معالجتها بالحوار والحنوّ والترفق والقول الحسن، لأن بذرة الحقد قد تنمو من كثرة رفض الآخرين لذلك الطفل النشيط أو المبدع أو الجريء. المطلوب هو تحسين العلاقة بين الكبير والصغير بطيب الكلام والتلميح والتأنيب المهذب، بعدم إفشاء سره وعدم نصحه أمام الملأ، هذا مما يوفر دافعا ذاتيا عميقا للولد والبنت أن يغيرا من موقفهما، وربما يتعلمان ثقافة التوبة والصلح وطلب الاعتذار.

وإذا عكسنا هذا المسلك التربوي فإننا نجد فرصة ذهبية لتقوية شخصية الطفل وتمتينها، وتوفير محفزات جيدة لها لتتألق وتأخذ دورها الواقعي، وهذا من خلال المناداة بالاسم تكريما مثل: يا صالح يا سعيد، أو بالوصف الأنيق توددا مثل: يا عزيزي يا شاطر، والثناء الحسن على ما يفعله الطفل من خير من مباركة وتهنئة واعتزاز، والتغاضي قدر المعقول عن بعض السهو والخطأ الذي يصدر منه دون وعي ، لكن وجب على الوالدين أن يضعوا في الاعتبار مسألة عدم الاكثار من المديح وتهويله، حتى لا يؤدي ذلك إلى زرع الغرور في نفسية أبنائهم وتعويدهم على الدلال، ولا يفقدهم خاصية التفريق بين الخير والشر، ولا يدفعهم للاتكال على ولاء ضيق يغفل دور التربية والمتابعة المرنة للولد والبنت، ويركز على ثقة عمياء تشجع على مزيد من الانحراف مع الوصول إلى مرحلة البلوغ. فلا يعقل أن تقول الأم أن ابنها لا يكذب أبدا ولا يسرق أبدا، ولا يليق أن يقول الأب مباشرة أن ابنه سارق أو كاذب، ولكن تليين اللفظ هو الأفضل، بأن نقول عن الطفل: لم نعتد الكذب منه، أو نقول له: لقد خالفت الحقيقة ربما يا بني، وللبنت نقول مثلا: لما سلبت أختك تلك اللعبة أو ذلك الفستان، وهذا حتى لا نغرس في ذهنهم واللاوعي فيهم أنهم كذابون أو سراقون، لأن كثرة ذكر الأمر ولو حصل يؤدي لاستفحاله وتهوين ارتكابه مرة أخرى.

والجدير هو الشكر والمكافأة على الجميل، والنصح والتوجيه والمساعدة على التخلي عن القبيح، ليحصل التفاهم الأسري دون أي تفكك وتنافر وتمرد

التعليقات

هل ترغب في إضافة تعليق؟

إذا كنت مشترك من قبل إنقر هنا للدخول إلى حسابك.  إنضم الان للحصول على حساب مجاني
  • اللا65456666666666666666666666666666

    Commentsuser Commentsuserبتاريخ May 05, 2015

© جميع الحقوق محفوظة، كل بيت ٢٠١٤