بعض أطفال يعارضون آباءهم بشكل دائم، وهؤلاء الأطفال هم من نسميهم بالأطفال العنيدين، إذا كان طفلك واحداً من هؤلاء الأطفال، فإن هناك طرق معينة تمكنك من التعامل معه، بدلاً من اللجوء إلى تعنيفه لفظياً، وعلى الرغم من وجود بعض الإيجابيات في شخصية الطفل العنيد، إلا أن هذا لا يعني أننا نستطيع التعامل معه بنفس الطريقة التي نتعامل بها مع الطفل غير العنيد.
إذن كيف ممكن أن نتصرف بحال كان لدينا إبن عنيد أو إبنة عنيدة، هناك ثلاثة اقتراحات:
أولاً: لتستطيع التعامل مع الطفل العنيد يجب أن تتعاون معه، الطفل العنيد غالباً ما يكون حساس بشكل كبير لما يسمعه من كلمات، كما أنه يكون حساس للطريقة التي تتحدث معه بها وكذلك يتأثر بشكل كبير بالجو المحيط به، ولذلك أحياناً سيفعل الأشياء بطريقة مغايرة للطريقة التي شرحتها له، مع أنه يعلم كيف يفعلها بشكل صحيح، لك يتصرف بهذه الطريقة كتحدي منه لك، وربما يكون ذلك لأنه لم تعجبه طريقتك في الكلام معه، وتحدي الطفل لوالديه يجعلهما يشعرون بحالة من الغضب والاحباط، لذلك سيحتاج الوالدين هنا لتغيير نهجهم مع أطفالهم حتى لو كان من الصعب عليهم أن يقومان بذلك، قد يشكل لهما ذلك تحدياً كبيراً مع طفلهم، لكن اتباع نهج أقل حدة في التعامل مع الطفل العنيد يوفر كثير من الوقت والجهد.
ثانياً: للحوار أهمية كبيرة في التفاهم مع الطفل العنيد، وغالباً ما يتصرف الطفل العنيد بشكل سيء بسبب عدم حصوله على شيء معين، وهنا يجب أن نحاوره ونطرح عليه بعض الأسئلة مثل: ما الذي يحدث؟ كيف يمكنني مساعدتك؟ لماذا أنت مستاء؟ ماذا تحتاج الآن؟ إن الحوار مع الطفل يمكنك من إيصال الرسالة له بشكل صحيح، يمكنك أثناء الحوار أن تقول له نعم أنا أدرك أنك ستفهمني وسنستطبع أن نتوصل إلى اتفاق معاً، هذه لطريقة بالحوار ستساعدك كثيراً في الوصول إل نتيجة مع طفلك.
ثالثاً: الطفل العنيد غالباً يتحسس من الكلمات التي تنطق بها ومن طريقة لفظنا لها، وهنا يجب على الآباء أن يكونوا مصدر إلهام لأطفالهم، وخاصة لطفلهم العنيد، فمثلا إذا كان طفلك العنيد يشكو من ضعفه في مادة دراسية معينة ومصصم أنه لا يستطيع فهمها مثل الرياضيات مثلا، فعليك هنا أن تذكر له قصة نجاح لشخص معين كان يستصعب شيء ما ثم أصبح مبدعاً به، وبهذا الأسلوب تستطيع أن تقنع طفلك أن يحاول فهم مادة الرياضيات مرة أخرة خاصة إذا أخبرته أننا نتعلم من أخطائنا، وأن المحاولات الفاشلة تقودنا للنجاح، ولكن علينا بذل جهد أكبر.
وفي المحصلة فإن الطفل العنيد ليس حساساً وعنيداً فقط، وإنما غالباً ما يكون له قدرات خارقة مثل أن يكون موهوب و ذكي، وقد يكون من الأشخاص الذين ولدوا ليفعلوا أشياء عظيمة.
إن الاهتمام بالطفل العنيد لن يكن سهل بالنسبة للوالدين، لكن سيكون باستطاعتهما مساعدته ليكون شخصية ناجحة ولها تأثير في مجتمعها بالمستقبل، ليس شخصية ناجحة فحسب وإنما شخصية مميزة أيضاً، وعلى أية حال فإن تميز الطفل العنيد يعتمد على والديه وعلى قدرتهم بتعزيز مواهبه الفريدة وتطويرها، وتوجيه عناده بطريقة صحيحة.