قد يصعب على الطفل الانتقال من حضانتك إلى رياض الاطفال، وهذا بسبب تعلقه بك، إن تعلق الطفل بأمه أمر طبيعي، لذا فهناك أطفال يواجهون مشكلة في الإنفصال عن أمهاتهم للذهاب إلى رياض الاطفال أو الحضانات، ليس الاطفال فحسب فهناك آباء أيضاً يظهرون تخوفهم من ذهاب طفلهم لبيئة مختلفة مليئة بالمعلمين والمعلمات، بيئة لا يدرون إن كان طفلهم سوف يعتاد عليها أم لا.
ولا بد هنا من التنويه إلى أن ذهاب الطفل للحضانة أو الروضة، وهي المرحلة التي تسبق التحاقه بالمدرسة، مهم جداً فاندماجه مع الاطفال هناك يقوي شخصيته، ويطورها، ويعلمه قيم كثيرة مثل المشاركة والالتزام بالقوانين.
وهناك إرشادات مهمة تضعها اسرة كل بيت بين يديك لمساعدة الطفل في عملية انتقاله من حضانتك إلى مكان آخر غير معتاد عليه، وأهم هذه الإرشادات هو زيارة جميع رياض الاطفال المحيطة في منطقتك والتعرف عليها جيداً مثل تعرفك على قدرات المعلمات الموجدات في الروضة، وهل سيوفرن له كل ما كنت توفريه له في البيت، وهل سيقدمن له الرعاية والحنان الكافيان، وكذلك معرفة ما إذا كانت إدارة الروضة ستسمح لك بالتواجد مع الطفل في أول أيامه فيها، بالإضافة إلى التعرف على المهارات التي من الممكن أن تقدمها كل روضة لطفلك، وكيف سيتم تنظيم نشاطات الأسبوع الأول للأطفال كي تضمني الانتقال السلس للطفل من البيت، وعلى ضوء كل ذلك تقومين باختيار الروضة الأنسب للطفل.
كذلك سيكون أمر رائع إذا جلست مع الطفل اكثر من مرة وأخبرتيه أنه في هذا العام سينتقل إلى الروضة، وذكرتي له الأمور التي سيقوم بها هناك، وحدثتيه عن المعلمات اللواتي سيساعدنه في كثير من الأمور إلى جانب الألعاب التي سيلعبها، والصداقات التي سيشكلها مع بقية الاطفال، فهذا سيهيء الطفل نفسياً لاستقبال البيئة الجديدة.
بعد ذلك يمكنك اصطحاب طفلك و زيارة الصفوف التي سينضم لها الطفل في الروضة اكثر من مرة، بهذا تقومين بمساعدة الطفل على التعرف للبيئة التي سينضم إليها ومعرفة طبيعة الأنشطة التي سيقوم بها، كما بإمكانه التعرف على الاطفال الذين سيشاركونه بالصف، وبعد اكثر من زيارة للروضة يمكنك أن تسألي طفلك إذا ما شعر بالراحة في المكان الجديد الذي سينضم له، أم أن هذا المكان لم يناسبه، وهنا تضمني أن طفلك شارك معك باختيار المكان الذي سينضم إليه، وهذا سيجعله اكثر تقبلاًً لفكرة انتقاله من حضانتك إلى رعاية المعلمة.
ومن الضروري أيضاً أن لا يشعر الوالدان طفلهما أنهم قلقين عليه لأنه سينتقل من بيئة إلى أخرى، فمن الممكن أن يلحظ لطفل هذا القلق، وبالتالي سيشعر بالخوف من الابتعاد عن بيئة البيت، بسبب شعوره بقلق والديه عليه.
انطباع الطفل عن اليوم الأول في الروضة مهم جداً، لذا عند ذهاب إحدى الوالدين مع الطفل عليه أن يعيد تعريف طفله بالمعلمة التي ستقوم برعايته، ثم بعد ذلك يجب ترك المجال للمعلمه لتبدأ علاقتها مع الطفل، مع ضرورة إظهار الأم أو الأب لموافقة المعلمة بما تقوله للطفل، بحيث يشعر الأب أو الأم طفلهما بأنهما مطمئنان عليه وعلى وجوده مع هذه المعلمة.
وهناك اقتراحات بسيطة لوداع الطفل قبل مغادرتك للروضة، ولكن قد يكون هذا صعب على الوالدين غير أنه سهل تطبيقه يمكنك أن تقول لطفلك وداعاً لكن فور قول ذلك يجب مغادرة المكان مباشرة، وعدم العودة أو التوقف للنظر للطفل بعد وداعك له، وكذلك ترك الطفل دون أن تودعه قد يشعر الطفل بالوحدة والتخوف، ومن ناحية أخرى مشهد الوداع الطويل من شأنه أن يشعر الطفل بأن المكان الموجود به، وهو الروضة، بالفعل مكان سيء.
وهناك أمور أخرى يمكن أن تكون عند وداع طفلك قبل مغادرتك للروضة وهذه الأمور من شأنها أن تجعل الوداع بينك وبين طفلك سهلاً، مثل عمل وجه مضحك قبل الوداع، أو قراءة قصة قصيرة قبل تركه بالروضة، كذلك ممكن أن نترك مع الطفل دمية خاصة به يحبها جداً أو صورة العائلة أو بطانية مثلا يفضل أن تبقى معه في البيت، لأن وجود هذه الأشياء مع الطفل، إن كان يحبها، سوف تخلق له جواً من الراحة، ويجب أن نتذكر هنا أن الاطفال عادةً ما يتصرفون بشكل جيد عند مغادرة الوالدين.
غالبية رياض الاطفال تبدأ أول أسبوع بفعالياتها بأنشطة عادية مثل عمل حلقات وسؤال الاطفال عما فعلوه في اليوم السابق، إن اتباع مثل هذه الأنشطة بشكل روتيني سوف تساعد الطفل على اعتياد جو الروضة بشكل سريع، وبالنهاية سوف تسهل عملية انتقاله من البيت للمدرسة أو الروضة.