هل يعتمد طفلك عليك في متابعة واجباته المدرسية؟ وهل يعاني طفلك من التحصيل الدراسي المتدني؟ وهل هناك تفاوت بين أطفالك في مستوياتهم في المدرسة؟ إذا كانت إجابتك على واحد من الأسئلة السابقة نعم، فإن اسرة كل بيت تقدم لك الحل ليكون طفلك اكثر اعتماداً على نفسه في متابعة منهاجه المدرسي، وليكون قادراً على تطوير مستواه العلمي في المدرسة ذاتياً.
من المهم أن ندرك قضية معينة أثناء تقييمنا لإبنائنا في المدرسة وهي أن القدرات الإبداعية والعلمية تتفاوت من شخص لآخر؛ لذلك يجب تقييم كل شخص بحسب ما يمتلك هو من قدرات، وليس بحسب ما يمتلكه الآخرون من قدرات.
اسألي أطفالك عن الوقت الذي يحتاجونه لإنهاء واجباتهم الدراسية، وعن الوقت الذي يفضلون الدراسة فيه، قد تتفاوت الإجابات بينهم، وفي هذه الحالة أطلبي منهم أن يحددوا وقت يتناسب معهم جميعاً، على أن يلتزموا جميعهم بهذا الوقت وكتحفيز لهم قدمي لهم هدايا بسيطة بحال التزموا بالوقت المحدد من قبلهم، وبهذا تكوني قد عودتي طفلك على الالتزام بالوقت، والعمل بروح الفريق، والنظام، وبما أنهم شاركوا في اختيار الوقت المناسب لهم للبدئ في الدراسة، وكذلك الوقت الذي يحتاجونه لإنهاء دراستهم، فإنهم لن يشعروا أن شيء ما قد فرض عليهم من قبلك، وسيتحملون مسؤولية ما قاموا هم باختياره. واحرصي دائماً على الإلتزام بالوقت المتفق عليه بشكل يومي ودائم، و نقصد هنا وقت البدء والإنتهاء من الدراسة، فإذا تم الإتفاق على البدء بالدراسة الساعة الثالثة، يجب التقيد بذلك بشكل يومي، فهذا أمر غاية في الأهمية
قومي بكتابة الاتفاق الذي أبرمتيه مع أطفالك على ورقة، بحيث تصبح هذه الورقة إتفاق يوقع عليه جميع أفراد العائلة أنت وأطفالك وزوجك، على أن يتضمن هذا الاتفاق عقوبات معينة مثل الحرمان من المصروف والتصدق به على عائلة فقيرة مثلا، وتكون هذه العقوبة بحال لم يلتزم أحد أطفالك بالاتفاق، وهنا يكون طفلك قد اكتسب أمر آخر وهو تحمل مسؤولية الوعد الذي وعد الآخرين به، وكذلك التفكير بالآخرين وعمل الخير.
ومن المهم جداً أن تطلبي من أطفالك ضمن الاتفاق أن لا يخرجوا من الغرفة أثناء الوقت المحدد للدراسة على سبيل المثال ساعتين، وكذلك أن يدرسوا في غرفه واحدة ليقوموا بمساعدة بعضهم في حال صعب عليهم أمر ما أثناء دراستهم، خصصي لكل واحد منهم وقت معين لتقومي أنت بمساعدته، خمس دقائق مثلاً لكل طفل من أطفالك، على أن يكون قد حضر الأسئلة التي يريدها في مواده المدرسية، وتكوني بذلك قد عودتي أطفالك على الدراسة المتواصلة، لأن الدراسة المتقطعة تشوش التفكير، وكذلك تكوني قد غرستي بهم خصلة الاعتماد على نفسهم والدراسة الذاتية دون الحاجة إلى مساعدتك، ومن ناحية أخرى يتعلمون كيفية مساعدة بعضهم البعض والتعاون لإنجاز أمر ما.
كذلك اشترطي عليهم أن لا يخرج أياً منهم من الغرفة المخصصة للدراسة خلال فترة الدراسة المحددة والتي افترضنا أنها ساعتين حتى لو أنهى ما عليه من واجبات، عليه أن ينتظر إخوته وبهذا يعتاد الطفل على التعاون وعلى محبة الآخرين والتضحية من أجل إنجاز العمل بشكل كامل.
قد يبدو ما سبق أمر معقد للتعامل مع الأطفال، لكن تطبيق هذه الحلول بشكل جدي، سيجعل طفلك اكثر جدية في التعامل مع واجباته المدرسية، كما أن ذلك سيرفع تحصيله في المدرسة، وهذا سينعكس بشكل إيجابي على شخصيته، وعلى تحصيله العلمي في المراحل الثانوية، وكذلك في مرحلة الجامعة.